سهوب بغدادي
كان هناك حطابان يقطعان الأشجار كل يوم سويًا في التوقيت ذاته من الصباح الباكر حتى الغروب، كان الحطاب الأول يواصل عمله الدؤوب دون انقطاع وبشكل متواتر، أما الحطاب الثاني فكان يعمل جاهدًا إلا أنه يأخذ فترات من الراحة خلال اليوم ثم يعود ويواصل عمله، المفارقة تكمن في تفوق الثاني على الأول في عدد الأشجار، على الرغم من عدم أخذه أي فترات راحة. عندها، حاول الحطاب الأول أن يكثف جهوده وبذل قصارى جهده، إلا أن النتيجة كانت ولاتزال لصالح الحطاب الثاني، إنه أمر محير وغير عادل! فتوجه بسؤاله: «كيف تقطع عددًا أكبر من الأشجار وأنت تأخذ فترة راحة»؟، رد الحطاب الثاني قائلاً: «إنني أقوم بأخذ فترات الراحة لشحذ فأسي».
في خضم إيقاع حياتنا السريعة، قد ننسى نصيبنا من الراحة، مع انشغالنا بعملنا وتحقيق أهدافنا وتأمين حياة أسرنا، لذا فإن بعضاً من التوقف والسكون ليس بالضار بالضرورة، بل يشكل دفعة قوية للمضي قدمًا احتمالًا على اختلاف المجالات والأصعدة الحياتية والاجتماعية والمهنية والأكاديمية وما إلى ذلك، فبعضنا بحاجة إلى إجازة، أو استراحة أو لحظات استرخاء أو حتى الصمت.
تأتي تلك الفترات لتوقظك بسكون مطبق من احتراق الوظيفة ودهاليز الدراسة وتفرع الواجبات الأسرية، والعلاقات، أو السهر والعادات السيئة، وتمتد القائمة بحسب طبيعة حياة الإنسان وتفاصيلها، فبعضنا يجد استراحته في السفر والبعض الآخر بحاجة إلى التوقف عن السفر لكي يرتاح! كل ما في الأمر هو معرفة متى تتوقف لتواصل مسيرتك بثبات وتجدد، إن فترة الراحة أشبه بتوقفك عند إشارة قف على الطريق وذلك لضمان سلامتك وسلامة الآخرين وستكمل بالتأكيد رحلتك بعدها إلى الوجهة المطلوبة.
«إذا كان لدي ست ساعات لقطع شجرة، كنت سأقضي الساعات الأربع الأولى في شحذ الفأس». - أبراهام لينكولن.