ها هي الآن سوريا حرة نظيفة طاهرة، بعد 54 عاماً قضتها تحت حكم آل الأسد، مليئة بالظلم والقتل والاستبداد والخوف والرعب والسجون والمعتقلات!
لم أشاهد بعيني، ولم أقرأ أبداً، ولم أسمع نهائياً عن دولة بكامل أجهزتها الأمنية والعسكرية وترسانة أسلحتها وكامل جيشها، تنهار في غضون ما يقارب 10 أيام فقط!
تحرك أبناء الشعب السوري الثوار الأحرار ضد حكم الطاغية بشار الأسد ومن معه من الميليشيات الإيرانية وميليشيات حزب الله الإرهابي والقوات الروسية. وكتب الله لهم أن يحرروا البلدات السورية واحدة تلو الأخرى بلا مقاومة شرسة، لأنَّ تلك العناصر المسلحة جميعها بث الله في قلوبها الرعب والخوف والقلق من مواجهة أبناء سوريا الثوار.
حتى وقت كتابة هذا المقال، تفيد بعض وكالات الأخبار بأن القوات الروسية، المتواجدة في سوريا منذ عام 2015، انسحبت من شمال شرق البلاد متجهة إلى قاعدتيها في حميميم وطرطوس على البحر المتوسط، وربما تغادر سوريا بالكامل قريباً.
إقرأ أيضاً: الأوكران ينتقمون من الروس في سوريا
كما أنَّ ميليشيات إيران هربت من مواقعها وتركت خلفها الكثير من معداتها وأسلحتها، وهربت ميليشيات حزب الله تاركة معسكراتها وعرباتها وصواريخها وأسلحتها. وحتى باقي الميليشيات الأجنبية المسلحة انسحبت هي الأخرى من سوريا.
في الفيديوهات التي تم تصويرها بيد أبناء سوريا الثوار في مختلف المدن، لم نسمع شيئاً من شعارات الطائفية أو الدعوات للأئمة المزعومين، بل كانت أصوات التكبير والتوحيد لله عز وجل تملأ الأجواء، بينما كان الثوار يفتحون أبواب السجون ويحررون المعتقلين مرددين: "الله أكبر".
إقرأ أيضاً: ذاكرة العطر
في الأيام الأولى من العمليات العسكرية للثوار، تناقلت وسائل الإعلام أخباراً عن نية الميليشيات العراقية التابعة لطهران الدخول إلى الأراضي السورية لدعم بشار الأسد، لكن الله غرس في قلوب تلك الميليشيات الجُبن والخوف والنفاق، مما حال دون تقدمهم نحو الأراضي السورية.
نتمنى أن يعيد أبناء سوريا الكرام بناء دولتهم الجديدة بعزم وإخلاص، وأن يعيدوا لسوريا وجهها العربي الأصيل ودينها الإسلامي الحنيف، بعيداً عن الإرهاب والعنف وعبادة الأموات، وأن يجعلوها كما كانت سابقاً موطناً للعلم والتقدم.