: آخر تحديث

هذه مؤامرة على سوريا!

4
3
4

خالد بن حمد المالك

ما يجري في سوريا بين النظام الجديد وفلول نظام بشار الأسد من مواجهات مسلحة، يدمي القلب، ويؤكد على أن المؤامرة على سوريا مُبيتة ومُخطط لها، ولها في أجندتها نَفسٌ خارجي متآمر على أمن واستقرار سوريا.

* *

فلول النظام ممن غدروا بالأمن هم أساساً مطلوبون للعدالة، ومدانون بجرائم سابقة خلال فترة بشار الأسد، ضد عدد من المواطنين، تنفيذاً لأوامر النظام الدموي السابق.

* *

الآن يتصدى الجيش والأمن لهذه المجموعات المسلحة في معارك شرسة، وهي لا تعدو مسألة وقت ويتم القضاء عليها، حتى مع الدعوات الخارجية التي يُشم منها دعم هذه المجموعات الخارجة على القانون، وإن لم تفصح مصادر هذه الدعوات تماماً عن مواقفها، بينما كان عليها تجريم ما فعله المسلحون المناوئون للسلطة الجديدة الذين فقدوا امتيازاتهم بسقوط بشار الأسد.

* *

وحسناً فعلت القوات السورية بعمل مسح شامل لحدودها على مدى الـ24 ساعة لمنع تهريب السلاح والرجال إلى الداخل السوري، وبالتالي تحييد الدول المؤيدة للخارجين على النظام من أن تقوم بدعمهم بالرجال والسلاح.

* *

على أن ما ينبغي التأكيد عليه أن سوريا في غضون هذه الفترة القصيرة منذ هروب بشار الأسد تواجه تحديات كثيرة، أبرزها العدوان الإسرائيلي على المواقع العسكرية السورية، وأين ما كان هناك سلاح يمتلكه الجيش، والعقوبات التي لم يتم رفعها، وغيرها كثير.

* *

لكن التمرد على سلطة الدولة، من فلول نظام الأسد هو الأسوأ، وكأنه تآمرٌ ودعمٌ للمتربصين شراً بسورياً، وما يجري في الساحل السوري وغيره، هو شرارة لنار كبيرة هدفها تمزيق سوريا، وتعريض مصالحها للخطر، وجرها إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.

* *

لكن لدى السلطة الجديدة من القدرات العسكرية التي تملكها ما سوف يفشل هذه المؤامرة، وإن كان هذا سيترتب عليه تضحيات وخسائر كان يمكن تفاديها، وإبقاء التركيز على الدفاع عن سوريا، لا تحييدها لتمرير المؤامرة والخيانة ضد سوريا ومصالح شعبها.

* *

لقد هلل وكبَّر كل سوري حُر بزوال نظام الأسد، وفرحوا بقيام نظام جديد أعلن منذ اليوم الأول عن إشراك كل فئات الشعب ومكوناته ومذاهبه وقومياته، ودون استثناء، في إدارة شؤون الدولة، غير أن المتآمرين يصعب عليهم قبول هذا التوجه، وقد فقدوا ما كانوا يتمتعون به من امتيازات في عهد الرئيس المخلوع.

* *

لقد رأت المملكة أن ما يجري في سوريا من جرائم هو عمل ضد السلم الأهلي، معربة عن إدانتها لما تقوم به مجموعات خارجة عن القانون في سوريا من استهداف للقوات الأمنية، مؤكدة وقوفها إلى جانب الحكومة السورية لحفظ الأمن والاستقرار.

* *

بيان المملكة ينطلق من ثوابت سياساتها في رفض أي عمل يخل باستقرار الدول الشقيقة، ورفض أي تصرف يكون خارج إطار القانون، وهي مع الأنظمة الشرعية في حفظ السلم الأهلي، كما هو بيان وزارة خارجية المملكة.

* *

ولابد من القول: إن ما يجري في سوريا هو مؤامرة، وأن هناك قوى خارجيةً تغذيها وتدعمها، وإن لم تعلن عن نفسها، بهدف إحداث فوضى بالبلاد، وجرها إلى أتون حروب أهلية، بما يجعلها في حالة من عدم الأمن والاستقرار، وهو مشروع استعماري خبيث، انطلى على بعض السوريين، ووجدته بعض الميليشيات غير السورية المتواجدة في سوريا فرصتها للانقضاض على الدولة وعلى النظام الجديد.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد