: آخر تحديث

اضطراب تشتت الانتباه بين أبنائنا

9
8
7

نسبة عالية من الطلبة في الكويت مصابون باضطراب تشتت الانتباه، وغالباً من دون علم أهاليهم، مما يؤثر سلباً في ثقة الطفل أو الطالب بنفسه، وضياع أهاليهم بحثاً عن الحل.

أظهرت نتائج دراسة مسحية، أجرتها جمعية اختلاف التعلّم وجهات أكاديمية أخرى، ونشرتها القبس أخيراً، وأجريت على 1437 طالباً وطالبة في مدارس حكومية، أن نحو %31 من المشاركين بالمسح يعانون من اضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط، أو يواجهون احتمالية عالية للإصابة به.

هذا الأمر يؤكد أن هناك ضرورة قصوى لتعزيز أنظمة الفحص والتدخّل المبكّر في المدارس الحكومية وغير الحكومية، وهذا برأيي الخاص يتطلّب إجراء فحص لكل الطلبة قبل توزيعهم على الفصول الدراسية بكل مدرسة، حتى يتم تحويل المحتاج منهم إلى رعاية تعليمية خاصة لفصول متخصصة في منهجها وأسلوب التدريس فيها.

أهمية هذا الأمر هو عدم إحراج الطلبة والتأثير في ثقتهم بأنفسهم وفي تحصيلهم العلمي، وأيضاً مساعدة أهاليهم في رحلة البحث عن جهة مناسبة لهم.

حديثاً تم الانتباه إلى هذا الموضوع، وأصبح هناك وعي لدى الأهالي بضرورة متابعة سير الحياة الدراسية لأبنائهم المضطربين دراسياً.

مدارس الكويت الحكومية تفتقر إلى هذا النوع من الفصول الدراسية، مما يجعل الأهالي يتوهون في رحلة شاقة سعياً للوصول إلى جهة تعرف كيف توصل المعلومة الدراسية إلى أبنائهم المصابين باضطراب تشتت الانتباه.

‏اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة HDAD منتشر بنسبة كبيرة بين طلبة المدارس الحكومية وغير الحكومية في الكويت، حيث إن المعلومة لا تصلهم بالطريقة والسرعة كما هي عند الطالب العادي، مما يؤثر سلباً في تحصيلهم الدراسي، وأيضاً في مستواهم التعليمي.

‏هذه الدراسة، التي قام بتمويلها الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، والجامعة الأمريكية في الكويت، ونفذتها جمعية اختلاف التعلّم الكويتية، بالتعاون مع جهات أكاديمية أخرى، وأجريت على طلبة المدارس الحكومية، توصلت إلى أن المراحل الدراسية الابتدائية شهدت أعلى نسبة انتشار لهذا الاضطراب، مقارنة بالمراحل الأخرى، وأن الذكور المصابين أو المحتمل إصابتهم بهذا الاضطراب بلغت نسبتهم %34، مقارنة بـ%27 تقريباً من الإناث.

‏وهذا لا يعني أبداً أن هذه الفئة غير موجودة في المدارس الخاصة، بل يجب أن تفرض وزارة التربية على مدارسها الحكومية والخاصة أيضاً عمل امتحان لفرز طلبتها قبل بدء الدراسة.

وبعدها يتم حصر الطلبة المصابين باضطراب تشتت الانتباه، وتخصيص فصول محددة للتعامل معهم بالأسلوب الصحيح.

‏هناك جهات تعليمية في القطاع الخاص متخصصة للتعامل مع هذه الفئة، يمكن الاستعانة بها وبخبراتها لإعداد الفصول المطلوبة في كل المدارس، لأن هناك فئة لا تستطيع تحمّل تكاليف الموضوع في المدارس الخاصة.

‏شكراً لكل من قام بهذه الدراسة المفيدة، على أمل أن يتم الأخذ بتوصياتها، وان ينال هذا الموضوع اهتمام وزارة التربية، واستحداث فصول دراسية فيها للتعامل معهم بالطريق العلمي الصحيح.


إقبال الأحمد


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.