: آخر تحديث

علي جاسم وعراق الفرص الضائعة!

22
20
22

علي جاسم ليس مجرد شاب عراقي موهوب يبلغ 20 عاماً، تمكن في غضون 4 ساعات فقط يوم أمس (الأربعاء) من غزو إيطاليا والاحتراف ببطولة الدوري بها، ثم قاد العراق للفوز كروياً على أوكرانيا في أولمبياد باريس. 

علي جاسم رمز للمواهب العراقية التي ضاع منها الآلاف في أزمة التوتر وعدم الاستقرار، ونحن هنا لا نتحدث عن شخصيات أو أيدلوجيات بعينها كانت مسؤولة عن سنوات الترنح.

كل ما نسعى للوصول إليه أن يدرك الجميع جيداً أن العراق أرض المواهب سواء في كرة القدم أو غيرها، ولنذهب معاً في رحلة سريعة بخيالنا، لنرى العراق منذ ثمانينيات القرن الماضي في حال كان مستقراً بلا حروب، وتحديداً منذ بلوغه نهائيات مونديال المكسيك 1986.

ولماذا لا يحترف 100 عراقي في أوروبا؟
ما أسفر عنه خيالي أنني رأيت عدداً كبيراً من نجوم العراق يحترفون في أقوى بطولات الدوري والأندية في العالم وتحديداً في أوروبا، وأن يبلغ بعضهم مكانة كبيرة تؤهله للوقوف كتفاً بكتف مع نجوم العالم، فاللاعب العراقي موهوب بطبيعته، ليس هذا فحسب، بل يملك الروح واللياقة والقوة، وهي مقومات احترافية، أما ما يتعلق بالعقلية فمن المؤكد أنه كان سيكتسبها في أوروبا، وكان من الممكن جداً أن يصبح لنجاح بعض نجوم العراق خارجياً عدوى تنتقل للأجيال التالية.

أين العراق من المونديال؟
تخيلت في رحلتي بخيالي للكرة العراقية في عراق مستقر منذ ثمانينيات القرن الماضي حتى الآن، أن يتأهل المنتخب العراقي لكل بطولات كأس العالم في تلك الحقبة من بعد ظهوره المونديالي في 1986، أي أنه كان بمقدوره التواجد في مونديال 1990 وجميع النسخ وصولاً إلى المونديال المقبل 2026، والذي أثق أن العراق سيكون حاضراً به هذه المرة.

العراق بطلاً لآسيا ولديه دوري لا يقل عن "السعودي"
تخيلت العراق بطلاً لآسيا أكثر من مرة، وليس 2007 فقط، وكذلك تخيلت العراق وهو لديه الدوري العربي الأقوى آسيوياً مع الدوري السعودي، لسبب بسيط وهو أن العراق لديه قواعد جماهيرية كبيرة عاشقة لكرة القدم، ولا مثيل لهم في شغفهم وتعلقهم باللعبة، كما أن العراق بلد غني وبالطبع يمكنه أن يملك الملاعب والبنية التحتية الرياضية الأفضل.

كل ذلك يمكنك أن تتخيله حينما ترى علي جاسم الموهوب الواعد الذي لم يتجاوز 20 ربيعاً، وقالت عنه صحف إيطاليا وموقع نادي كومو الإيطالي أنه الموهبة الصغيرة الأفضل في قارة آسيا، وذلك بعد انضمامه لفريق كومو بالدوري الإيطالي.

ألف علي جاسم وأكثر..
كل ذلك تخيلته للكرة العراقية وأنا أشاهد علي جاسم وهو يسجل هدفاً بطريقة لا يمكن إلا للاعب موهوب أن يسجل بها في مرمى أوكرانيا، طريقة تقول إنه يملك قوة الشخصية والثقة والمهارة، ومثل علي جاسم يوجد عشرات بل آلاف المواهب في العراق.

FOOTBALL NATION
على أي حال يظل العراق "أمة كرة قدم"، نعم العراق بكل بساطة تنطبق عليه كافة مقومات ما يطلقون عليه FOOTBALL NATION، وأهم هذه المقومات كثرة المواهب، وشغف بلا حدود في مستواه الشعبي لدى الجماهير، وكذلك العودة سريعاً وفي أي وقت لمنصات التتويج والمشاركات العالمية، وهذه المرة يريد العراقيون ميدالية كروية أولمبية وتأهلاً نشم رائحته لمونديال أميركا 2026.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف