تقوم المقاومة الإيرانية كل عام بإطلاع الإيرانيين وأنصار المقاومة على أنشطتها السنوية من خلال برنامج يحمل عنوان "المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية". وقد أُقيم المؤتمر لهذا العام بطريقة تختلف عن السنوات الماضية، وسوف أتناولها بإيجاز.
اليوم الأول
يوم السبت، 29 حزيران (يونيو)، عُقد المؤتمر العالمي لإيران الحرة 2024 بعنوان "نحو جمهورية ديمقراطية" في باريس، فرنسا. في الوقت نفسه، تجمع عشرات الآلاف من الإيرانيين المقيمين في الخارج في مدينة برلين، ألمانيا لدعم انتفاضة الشعب الإيراني من أجل جمهورية ديمقراطية، وفصل الدين عن الدولة، وخطة العشر نقاط للسيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
في المؤتمر العالمي لإيران الحرة، إلى جانب تظاهرات إيران الحرة 2024، حضر متحدثون بارزون ناقشوا موضوعات مثل الانتخابات الرئاسية الشكلية في إيران، تهديدات النظام الحالي، البديل الممكن، وضرورة تبني السياسات الصحيحة لمستقبل مزدهر لإيران. ومن بين الحضور والمتحدثين يمكن الإشارة إلى مايك بنس نائب الرئيس الأميركي السابق، ومايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي السابق، وجون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، والعديد من السياسيين البارزين من كندا وأوروبا.
اليوم الثاني
في اليوم الثاني من المؤتمر العالمي لإيران الحرة 2024 الذي عُقد في 30 حزيران (يونيو)، حضر زعماء العالم، بالإضافة إلى نواب البرلمانات ونشطاء حقوق الإنسان من جميع أنحاء العالم وألقوا خطبهم. تزامن هذا الحدث مع "لا" كبيرة من الشعب الإيراني ومقاطعتهم الواسعة للانتخابات الرئاسية، مؤكدين بذلك رغبتهم في الحرية في إيران. وقد تم بث هذا المؤتمر مباشرة للإيرانيين وآلاف وحدات المقاومة بقيادة منظمة مجاهدي خلق.
اليوم الثالث
في الأول من تموز (يوليو)، اجتمع زعماء، نواب، قضاة، خبراء حقوقيين ونشطاء حقوق الإنسان من جميع أنحاء العالم في اليوم الثالث من المؤتمر العالمي لإيران الحرة 2024، لمناقشة حالة حقوق الإنسان في إيران، لا سيما الإعدامات خارج نطاق القضاء والاختفاءات القسرية المنهجية. هذا المؤتمر، الذي حضرته مريم رجوي، ركز المتحدثون فيه على مجزرة السجناء السياسيين في إيران والقمع المنهجي الذي ارتكبه النظام الإيراني على مدى العقود الأربعة الماضية.
كان أحد المتحدثين في هذا اليوم ابنة أحد الذين أُعدموا في مجزرة صيف 1988، حيث أُعدم ثلاثون ألف سجين سياسي بأحكام خارج نطاق القضاء والقانون من لجان عُرفت باسم "لجان الموت" بأمر من الخميني. كانت هذه المتحدثة أمينة قرائي، التي تحدثت عن إعدام والدها مهدي قرائي. كانت كلمتها مؤثرة للغاية لدرجة أن جميع الحاضرين في المؤتمر أبدوا تضامنهم معها وبكوا معها على ذكرى ضحايا مجزرة 1988.
وقالت قرائي في جزء من كلمتها: "كنت في السنة الأولى من عمري عندما اعتقل والدي بسبب دعمه لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وبعد بضعة أشهر، تم اعتقالي أنا وأمي أيضًا. على الرغم من صغر سني، كنت أتجول بين السجناء المعذبين. كنت أسمع أصوات المعذبين في غرفة التعذيب على مدار الساعة. كان يتم أخذ صديقات أمي، الفتيات المراهقات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 13 و14 عامًا والنساء الشابات، من نفس المكان لتنفيذ الإعدام. كان اثنتان من صديقات أمي حوامل أثناء إعدامهن".
وأضافت: "كنت في الخامسة من عمري عندما تم الإفراج عن والدي وأمي من السجن، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أجرب فيها أن أكون بجانبهم. عندما كنت في السادسة، تم اعتقال والدي مرة أخرى بسبب مكالمة هاتفية مع أحد أنصار منظمة مجاهدي خلق وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات".
قرائي، التي كانت متأثرة بشدة من تذكرها لفترة طفولتها والمعاناة التي تحملتها، كانت تصرخ: "ماذا فعلتم بنا؟!"
وأكملت قائلة: "مرّت سنتان على اعتقال والدي، وجاء صيف حار عام 1988. كنت أنتظر أمام السجن لزيارة والدي، لكن ضباط السجن قالوا إن والدي وأصدقاءه ممنوعون من الزيارة! لمدة ثلاثة أشهر متتالية، كنت أحضر أمام السجن على أمل لقاء والدي ولكنني لم أتمكن من ذلك، حتى شهر أكتوبر 1988 عندما تلقى جدي مكالمة هاتفية من الأجهزة الأمنية والسجن ليخبروه عن إعدام والدي دون إعطائنا أي معلومات عن جثمانه أو مكان دفنه أو حتى قطعة من ملابسه كتذكار.
ماذا فعلتم بنا؟ ماذا فعلتم بأحبائنا، ماذا كانوا يريدون؟ كانوا يريدون فقط الحرية، والمساواة، والرفاهية والراحة لكل شعب إيران.
لكن اليوم؛ أقف أمامكم، يا مجاهدي خلق إيران، ويا أختي مريم العزيزة، وأقسم أن أعلى شرف في حياتي هو معرفتي بمجاهدي خلق وأن أكون بجانبهم. أنتم الذين ترفعون لواء حركة المطالبة بالعدالة وتحولونها إلى مطلب وطني، ولن تسمحوا بأن تُهدَر قطرة واحدة من دماء الشباب الشهداء من أجل الحرية بالتعاون بين الاستعمار والمساومة مع الرجعية. ولن نتوقف حتى تقديم جميع المباشرين والفاعلين في مجزرة 1988 للعدالة."
كانت كلمات قرائي المؤثرة للغاية مصحوبة بتصفيق متواصل ومتكرر وبكاء الحاضرين.
برنامج النقاط العشر لمريم رجوي
أكثر من 4000 نائب من 84 برلمان من 50 دولة أصدروا بيانًا يدعمون فيه برنامج النقاط العشر للسيدة مريم رجوي، وطالبوا بإدراج الحرس الثوري الإيراني (IRGC) في قائمة المنظمات الإرهابية. يشمل هذا الدعم الجماعي أغلبية من 34 هيئة تشريعية من جميع أنحاء العالم، مما يؤكد على التوافق العالمي لدعم التغيير الديمقراطي في إيران.
رسالة مشتركة من حاملي جائزة نوبل
في رسالة مشتركة إلى قادة العالم، بما في ذلك رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو، أعرب 80 حائزًا على جائزة نوبل عن قلقهم العميق إزاء تدهور حالة حقوق الإنسان في إيران، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات فورية لدعم مطالب الشعب الإيراني بالديمقراطية. وقد أرسلت هذه الرسالة أيضًا إلى قادة 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
انضم الحائزون على جائزة نوبل في رسالتهم إلى أكثر من 4000 نائب من برلمانات الدول و125 زعيمًا سابقًا من أنحاء العالم، الذين يدعمون برنامج النقاط العشر للسيدة رجوي لمستقبل إيران. يتضمن هذا البرنامج حق التصويت والانتخابات الحرة، سوقًا واقتصادًا وطنيًا، فصل الدين عن الدولة، المساواة بين الجنسين، والدينية والعرقية، سياسة خارجية سلمية، وإيران غير نووية.