بوجي وطمطم خارج رمضان
عند عمر الرابعة عشر علَّمتني حوَّائي الأولى كيف أذبح القطة؛ أن لا أُعلن حُبي لإمرأة. في العشرين كُنت حبة طماطم والنساءُ قدور.
تتحوّلُ إلى حبَّةِ طماطم عندما تتحدث المرأة معك عن أسرارها مذ كانت بلحاً وأصبحت في لحظتكما رَطَباً. معشرُ الرجال في بلادي يضفون وصفاً آخر "أختي". رأيهم أنك تُصبِحُ صديقاً أو لاجئ قلب في مخيَّم حياتها، واللاجئون وقتيون.
عند الثلاثين قلبُكَ لا يذبحُ قطة ويزهدُ أن يكون حبَّة طماطم في كرنفالات النساء. تأتي صاحبةُ النصيب لتذبحا القطط معاً وتتنافسان على الغرق في قِدر بعضكما.
لن تُدرِك أبداً بأنَّ هنالك في مكانٍ ما في قلبك أو قلبها مكانٌ سري يستمر فيه ذبح القطط. لن تعلما ذلك حتى يعود واحدٌ منكما حبة طماطم والآخر قطة.
بعد الثلاثين لا فرق؛ تُصبِحُ قصَّاباً وبائع طماطم. تكونُ حاذِقاً لكن أطرش أمام صوت المواء ومحاولات تخفيض الثمن. هكذا يا سادتي هُجِرت القدور واختفت القطط.
تلئمنوا تصِحوا
تريدُ أو تريدين بحراً لا تعطِه قدحاً بل قطرة؛ فاللئم بين حبيبين يشبهُ سبعة عيون تقيهما عين الواقع الحاسدة.
هناك مثلٌ أثير إلى نفسي لأني صاحبه "كسب سمعان حظه لأنه عرِف لؤمه". أبسطُ درجات اللؤم أن تترك قلبك على مسافةٍ من قلب من تحب.. لا أقول شبرين ولكن على الأقل بطول أظفرين.
اللؤم ذهب العلاقة.. زينةُ المعشوق وخزينة العاشق. أهم شيء أن يكون لؤمك أنيقاً و بريئاً كطفل. اللؤم ليست له وصفات جاهزة لكن هو ابتهالٌ صوفي يحتاجُ إيماناً بالنفس البشرية.
استخدموه في فواصل الحياة اليوميَّة. باختصار " تعلَّموا اللئم واعملوا به قليلاً". إمّا ذلك وإمّا ستكون سمر أو حنان أو أحمد مصائب، لتُصبح لواماً يهربُ منه الجميع لأنه بات ذو قلبٍ ماسخ، لا يفقه في اللؤم شيئاً.
اختبار عباد وهبي
كلُ إمرأة من ماركة عباد وهبي خطيرة. هي غيرُ معنية باكتشاف درجة حموضتك الشرقية أو قاعدية مزاجك الأوروبي.
تخيَّل أنك في نادٍ جامعي أو في أحد المولات التي أصبحت بديلاً عن النخيل في بلادنا، وجاءت بنتُ عباد وهبي. صاحب الكرش سيحاول قطع النفس كي تبدو التلَّة في بطنه صغيرة وليست واسعة كذمَّةِ مسؤولٍ في بلادنا، صاحب الجسم الرياضي سيعصرُ عضلاته كستارة على بني جنسه. هكذا سيحصل ازدحام مروري في فلكة بنت عباد وهبي.
الماركة البشرية هذه تمتلكُ سكيناً معنوياً، يفتحُ قلوب الرجال كالبطيخ؛ لا كي تعرف أي القلوب أحمر بل لتكتشف حجم القرع فيه.
لا تحاول أبداً معها إن لم تمتلك خِصال البطيخ المختفي قرعُه "مستقبل سوبر ديلوكس". في العراق نترجمُ ذلك بـ"مال، بيت، سيارة، ومستقبل مضمون".
أغلبُ طائفة عباد وهبي تنتهي مع وحش، لكن مع الأسف وعلى عكس القصص لو قبَّلتهُ قروناً فلن ينقلِب أميراً.
عزيزي الرجل إياك أن تحلُم بأن هذه الماركة قد تدخلُ في "سيزن" تخفيضات لتلتقطها. بنتُ عباد وهبي تختارُ وحشاً لتتوهج، و لكي تبقى الدروب أمامها مفتوحة بمشاعر الذنب لدى الوحش؛ ذلك الذي يعلم إنه من غير الممكن أن تبقى تلك الجهنمية في دائرته إلا بصبِّ محيطات العالم على رأسها.. مالاً في أحايين كثيرة وشكاً معظم الوقت.
المؤكد أنك لن تُصدِّق لكن تذكر عدد بنات عباد وهبي اللاتي سرن مع واحدةٍ تشبهُ الفنانة القديرة أنعام سالوسة في الجامعة كتدريبٍ على اتقان العرض وتمحيص الطلب المستقبلي.
أنا استثني بالطبع من كان يشبه حبيب انجيلينا جولي السابق أو زميل كيت وينسلت الذي غرق في فيلم التايتانك.
بنتُ عباد وهبي لا تصلح إلا كما تصلحُ الجميلة في قبائل الماساي الأفريقية.. لا أحد يتزوجها. الكلُ يعشقها مع سبق الإصرار والترصُّد ويكرهها أيضاً.. هذا هو رأيي الوحشي.
تذكري يا سيدتي إنه لولا شيبوب لما توهج عنترة، و عنترةُ الأمس ليس كاليوم. كلُ الرجال نسبياً يحلمون بالغرق في فيلم التايتانك و لكن هل تستأهلين أنتِ أن تكوني البطلة؟
عزيزي الرجل أعود لك ثانيةً؛ أرجوك ابتعد عن طُرُق بنات عباد وهبي فهن كمجسَّرات الحكومة.. بائسة وانتخابيَّة.
هل ترفض؟ إن رفضت فأنصحك على الأقل أن تمتهن وظيفة شرطي المرور... تُسجِّلُ الغرامات وتحترف الصفير على أسماع المخالفين، لأنهم يقودون قلوبهم في فلكة بنت عباد التي لا أحد فيها رغم الزِحام المروري.