لا يجوز السكوت على ما يجري في العراق الشقيق الذي هو في طليعة الدول العربية التي كانت قد بقيت تكافح وتكابد فيما يمكن تسميته "ممر الماراثون" العربي، فهذا "القطر الشقيق" لم يلتقط أنفاسه ولم يرتح ولو للحظة واحدة في مسيرة دامية طويلة إنتهت إلى هذه الوضعية التي قد باتت عليها "بلاد الرافدين".
إنّ هذا "القطر العربي" الشقيق، وفقا للمصطلحات البعثية لم يرتح ولو لحظة واحدة منذ أن أصبحت الأقطار العربية أو الدول العربية على ما هي عليه فهذا البلد الذي ألزمته أوضاعه بأن يبقى في "ممر الماراثون" العربي وهذا هو واقعه المرعب في هذه المرحلة التاريخية المريضة حقاًّ.. وهنا فإن من لا يعترف بهذا كله فعليه أن ينطح برأسه "جبال جلعاد" الأردنية.
والسؤال هنا، هو لماذا يا ترى تبقى تتعرض بلاد "الرافدين"، القطر العربي الرئيسي في المنظومة العربية، التي الله سبحانه وتعالى، هو وحده الأعرف بحالها؟!! والجواب الجاهز بالطبع هو أن هذا "القطر الشقيق" قد بقي مرابطاً في أهم ممر في الوطن العربي كله.. الذي قد باتت أوضاعه هي هذه الأوضاع الحالية.. التي بالإمكان القول أنها لا تسر أهلها.. وذلك في حين أنّ الأعداء مرتاحون لما هي عليه الآن!!.
إنه لا يوجد أي بلد في العالم قد مر بما مرت به "بلاد الرافدين" التي قد بقيت وعلى مدى تاريخ طويل ترفد الأمة العربية بالمدافعين عنها وهنا فإنه على من يريد أن يتأكد من هذا فعليه أن يراجع محطات تاريخ طويل.. من المفترض أن نوفره لأجيالنا الصاعدة.. التي قد أصبحت تنشغل بمتطلبات الحياة في هذه الفترة التاريخية التي هي أخطر فترة قد مرت بها الأمة العربية.
وهنا فإننا نقول: وكيف لا يا ترى؟ وقد بات الوضع العربي أو الأوضاع العربية على ما هي عليه الآن..؟ .. وهكذا وفي المجال نفسه علينا أنْ نتطلع إلى فلسطين.. وكيف أصبحت وأنه علينا أن "نلتفت" إلى الشرق والغرب.. وإلى الشمال والجنوب لنتأكد من حقيقة أن هذه الأوضاع لا تسرنا ولا تسر أصدقائنا.. وهكذا فإنه ما علينا إلا أن نتدثر بـ"الصبر والسلوان"!!.
وحقيقة أنّ واقع بلاد الرافدين العظيمة هو الذي بات يختطف أبصار من لهم أبصار منا فالمعلومات المؤكدة والمتداولة في العالم كله تتحدث عن إختفاء ما بين "230" ألفاً.. إلى مليون إنسان من العراقيين.. وحقيقة أن الأرقام المتداولة تتحدث عن أكثر من هذا كثيراً، وحيث أنّ هذا البلد العظيم قد بات يواجه "إختفاءً" قسرياًّ لأهله وهنا فإن سيدة عراقية قد تحدثت بألم عن أن إبنها الذي كان قد ذهب لزياة إبن "عم له" قد إختفى.. وأنها قد بحثت عنه في كل مكان لكنها لم تجد شيئا على الإطلاق ويقيناً أنّ هذا هو الواقع الحقيقي في هذا البلد العظيم.