إيلاف من الرباط: تنظم مؤسسة "ألموكار"، بمدينة طانطان المغربية، الدورة 17 لـ"موسم طانطان"، تحت شعار "موسم طانطان: 20 عاما من الصون والتنمية البشرية"، وذلك ما بين 26 و30 يونيو الجاري.
ويخلد هذا الموسم المسجل من قبل منظمة (يونسكو)، منذ عام 2008، ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، في دورته لهذه السنة، ذكرى مرور 20 عاما على تنظيمه، بعد استئنافه في 2004 بناء على تعليمات ملكية. وهو يعد تظاهرة ثقافية تحتفي بتقاليد الرحل وبالثقافة الحسانية، ويكتسي أهمية كبرى بوصفه نقطة تجمع سنوي لأكثر من ثلاثين قبيلة للرحل، يلتقون قصد التبادل في ما بينهم ومن أجل صون تراثهم الثقافي، خصوصا في ما يتعلق بالموسيقى والرقص والحرف اليدوية والعادات التقليدية.
جانب من موسم طانطان 2023
ويتضمن برنامج الدورة فقرات متنوعة وغنية،تجسد تجربة ثرية للثقافة البدوية، من خلال عروض تقليدية، ومعارض للحرف اليدوية الأصيلة، وعروض "التبوريدة" (الفروسية التقليدية) وسباقات الإبل، إضافة إلى معارض تراثية، تبرز التراث الحي الذي تزخر به المنطقة.
وتشهد الدورة برمجة مسابقة للألعاب الشعبية التقليدية، وإقامة سهرات موسيقية لفنانين مشهورين على الصعيدين الوطني والدولي،مع مشاركة مواهب محلية، ينتظر أن تضيف بُعدا احتفاليا خاصا لهذه التظاهرة.
كما تعقد، ضمن برنامج الدورة، ندوة بحضور خبراء وباحثين ومهتمين، تناقش العناصر التراثية والأبعاد الاقتصادية، في لقاء يمزج بين التنمية الثقافية والأفق الاقتصادي وكذا العمق الإفريقي للثقافة الحسانية، إلى جانب بحث آفاق وسبل الاستثمار في المنطقة.
وعلى غرار الدورات السابقة، ومنذ سبعة أعوام متتالية، يستضيف الموسم دولة الإمارات العربية المتحدة كشريك، معززا بذلك الروابط التعاونية والتبادل الثقافي التي تميز هذا الحدث الرمزي، وتجسد العلاقات الأخوية مع المغرب.
كما يجسد الموسم، الذي يعد محطة أساسية للاحتفاء بالثراء الثقافي والتراث غير المادي للمغرب، ويجمع بين التقاليد العتيقة والأصالة وكذا التنوع الثقافي والاحتفاء بالفنون، فرصة للتلاقي من أجل الاحتفال بمختلف التعبيرات الثقافية للمنطقة، ومظهرا من مظاهر المحافظة وتعزيز التراث غير المادي الذي يؤصل للتقاليد العريقة التي تتميز بها القبائل الصحراوية ولارتباطها التاريخي بالمغرب.
ويرى كثيرون في الموسم تجمعا إنسانيا يحتفي بمختلف أشكال التعبير الثقافي، من موسيقى وأغاني وألعاب شعبية ومبارزات شعرية، وغيرها من التقاليد الشفوية الحسانية التي تميز المنطقة، ولذلك يعول عليه لضمان استمرار نمط عيش وخبرات وتقاليد البدو والرحل، في زمن تزايد فيه منسوب القلق بخصوص التغييرات التي صارت تفرضها تداعيات التحولات الاقتصادية والتقنية المتسارعة التي يعيش العالم على وإيقاعها ووقعها، بشكل أثر على حياة الأفراد والجماعات، على حد سواء.
إحتفاء بتقاليد الرُّحل وثقافة الصحراء
ويشكل الموسم، من خلال فقراته المتنوعة، رافدا من روافد التراث الحساني بحكم إسهامه في صون الثقافات الشفوية والفنية الحسانية الصحراوية، والمحافظة على عادات وتقاليد المنطقة، إذ يعد نقطة التقاء سنوية لمختلف قبائل الصحراء المغربية والدول الأفريقية المجاورة، المتشبثة بعمقها التاريخي والمرتبطة بأصولها الحضارية والثقافية التي أضحت إرثا عالميا.