: آخر تحديث

كيف ينظر هنري كيسنجر إلى العالم راهنًا؟

39
35
37

في السابع والعشرين من شهر مايو-أيار الماضي، احتفل هنري كيسنجر بمرور مائة عام على ميلاده.
ورغم أنه أصبح يتحرك بصعوبة، وبالكاد يرى، فإنه لا يزال محافظًا على مداركه العقلية قائلاً بإنه يتلقى بين وقت وآخر مكالمات هاتفية من رؤساء دول كبيرة، ومن شخصيات سياسية بارزة لسماع رأيه في مختلف القضايا التي يعيشها العالم راهنًا. إذ أنه عاش تجارب مريرة، وكان شاهدًا على أحداث كبيرة على مدى أربعة عقود، أي منذ بداية الحرب الكونية الثانية وحتى الثمانينات من القرن الماضي.

وقبل أن يطفئ شموع عيد ميلاده، استقبل هنري كيسنجر أفضل الصحافيين في مجلة The Economist، الشهيرة للتحاور معهم حول مختلف القضايا التي يعيشها العالم راهنًا.

وهو يعتقد أن أوكرانيا قد تسترجع بعد الحرب الحالية جزءا من الأراضي التي احتلتها روسيا منذ شهر فبراير -شباط2022، إلا أنه لا يجب بأي حال من الأحوال طرد الروس من القرم لأنه في مثل هذه الحال سوف تكون كلّ من روسيا وأوكرانيا غير راضيتين ليكون التوازن قائمًا على الحرمان من حقّ ما.

وعلى الأوربيين أن يسارعوا حال انتهاء الحرب بضمّ أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي. ويرى هنري كيسنجر أن ذلك سيكون في صالح فلاديمير بوتين. أما الأمر الثاني فهو أن يسعى الأوروبيون للتقارب مع روسيا بهدف ضمان استقرار للحدود الشرقية.

ويبدي هنري كيسنجر مخاوف تجاه النزاع الصامت والخفي الذي يشهده العالم راهنًا بين الصين الشيوعية والولايات المتحدة الأميركية التي تعتقد أن بيكين استفادت أكثر من الدول الأخرى من النظام العالمي الجديد الذي رسمت واشنطن خطوطه في نهاية الحرب الكونية الثانية. وهي ترغب الآن في فرض لعبة جديدة على الطريقة الصينية.

أما الصين فتعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية تعمل جاهدة لعرقلة تفوقها الاقتصادي. ويعلق هنري كيسنجر على ذلك قائلا:ّ عندما تجد قوتان من هذا الصنف نفسيهما وجها لوجه فإن ذلك يفضي إلى نزاع عسكري. وهي حالة تشبه إلى حد كبير الحالة التي كان عليها العالم قبل الحرب الكونية الأولى".

وعن السؤال التالي: هل من الممكن أن تتعايش كل من الصين والولايات المتحدة الأميركية من دون تهديد مستمر بنزاع عسكري بينهما؟ يجيب هنري كيسنجر قائلا: " نعم... إلاّ أن الانتصار ليس مضمونًا. لذا علينا أن نكون على استعداد على المستوى العسكري لكي نتصدى لذلك". أما خطأ الصينيين فهو أنهم يظنون أن للتاريخ معنى، وأن الوقت قد حان لكي تعيش الولايات المتحدة التدهور الذي يخوّل بلادهم التربع على عرش العالم". 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار