: آخر تحديث

أكذب الكذابين

3
3
3

خالد بن حمد المالك

لا نحتاج إلى دليل لتأكيد أن رئيس وزراء إسرائيل الإرهابي نتنياهو يرتقي إلى مستوى أنه أكذب الكذابين، وأنه يكذب ويكذب ليصدق نفسه لا ليصدقه غيره، وحسبه أنه امتهن هذا السلوك ليخادع الآخرين، لكنه لا يعدو كونه يضحك على نفسه، وأن أحداً لن يأخذ كلامه في غير ما عُرف عنه من استخدام الكذب لتسويق وتجميل جرائمه.

* *

يقول هذا الكذّاب الأشر، بأن دولة فلسطينية عرضت على الفلسطينيين ورفضوها، وهو يعرف أن ما عُرض عليهم كان في حوزة كل من مصر والأردن حماية لهما من الأطماع الإسرائيلية، بدليل أنها احتلتها في حرب عام 1967م وترفض إقامة دولة فلسطينية عليها.

* *

يتحدث عن أنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية، لأن قيامها - بحسب زعمه - يُهدد وجود دولة إسرائيل، وهو يعرف أن إسرائيل هي من تُهدد جيرانها، فضلاً عن تصديها لأي مقاومة فلسطينية لإقامة دولة لهم، وإسرائيل هي من تتفوق عسكرياً على دول المنطقة، فالخوف إذاً منها لا عليها.

* *

يضيف هذا الإرهابي على رأس حكومة متطرفة بأن إسرائيل لم تقم بحرب إبادة في قطاع غزة، متجاهلاً إدانته من المحكمة الجنائية الدولية، وأنه مطلوب للعدالة لإدارته حرب إبادة في غزة، وأنه قتل من السكان ما يزيد على سبعين ألف فلسطيني، وأكثر من مائة وخمسين ألف مصاب، وهدم ما نسبته 95 % من قطاع غزة، ويُهدد بتهجير الفلسطينيين، واحتلال القطاع.

* *

ولا يكتفي هذا الصهيوني المتجبر، مدعوماً من الولايات المتحدة الأمريكية، ومن الرئيس ترامب شخصياً بذلك، وإنما يمضي إلى القول، بأنه لم يمارس حرب التجويع ضد الفلسطينيين، بينما هو لا يكتفي بمنع الغذاء والدواء عن المواطنين، ومحاصرة منافذ دخولها، ومحاصرة غزة بالكامل، وإنما يقتل عمداً كل من يصل إلى مواقع المساعدات الغذائية المحدودة.

* *

إنه مُجرم بامتياز، يمنع إيصال المساعدات بما يكفي لحماية الأطفال من الموت، ويمكن الناس من الحياة، محتجاً بأن حماس تستولي على المساعدات وتبيعها لمساعدتها على المقاومة، فكيف لها أن تأخذ المساعدات وتبيعها والناس يتضورون جوعاً، وليس لديهم من مال ليشتروا به هذه المساعدات، لو صدقنا هذا الكذاب!.

* *

ثم لا يستحي، ومن لا يستحي فعليه أن يقول بما يشاء، ولولا وجود الرهائن، والحرص من جيش العدو على حمايتهم من القتل، لرأينا ما يشيب له الرأس في قتل الفلسطينيين بأعداد أكثر، ولرأينا قطاع غزة كله أرضاً محروقة، فهذا الإرهابي ينتقم لنفسه وللمحتلين بما فعله النازيون باليهود بتوجيه عدوانه على الفلسطينيين الأبرياء الذين احتل أرضهم، هارباً بجلده مدعوماً من الغرب قبل تسليم المهمة لأمريكا.

* *

لا بأس أن يقول نتنياهو ما يقوله من أكاذيب، فهو في حماية دولية عمياء، وفي دعم غير محدود، وهناك من يشاركه في عدوانه وظلمه وأطماعه، ولكن كل هذا لن يسقط حق الفلسطينيين في دولة تقام على حدود عام 1967م، وللتذكير فليس هناك من حق يسقط بالتقادم ما بقي من يطالب به، فكيف بحق فلسطيني يُلغي هوية شعب وتاريخ دولة، وأن تتوارى هذه الحقوق تحت قوة السلاح؟!

* *

إن نتنياهو يجلد نفسه بأكاذيبه، ويقزّم حق دولته في البقاء، ويظهر في شكل الخائف المرعوب غير الواثق من قدرته على المواجهة، مردداً الشكر لأمريكا ورئيسها على الدعم الكبير لما يقوم به من عدوان غير مسبوق، بينما ليس أمامه من حل يصمد ويستمر دون الأخذ بخيار الدولتين، والاستجابة لقرارات مؤتمر نيويورك الذي قادته المملكة وفرنسا، وانتهى باعترافات بدولة فلسطين، والقادم سيكون أسوأ لإسرائيل في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أيام.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد