: آخر تحديث

حفريات الأحياء.. غياب التنسيق وخطأ التوقيت!

14
12
12

محمد بن عيسى الكنعان

الحفريات في الشوارع، أو الميادين، أو حتى الأحياء غير محببة لدى الكثيرين، بل قد تكون تشويهًا للمنظر العام، لذا تحرص أمانات المناطق -ممثلةً بالبلديات- على أن تكون الحفريات محاطة بسواتر وإضاءات للسلامة وحفاظًا على المشهد الحضاري للمدينة. والحفريات وإن كانت غير محببة للسكان، وكثير منهم يتضايقون منها إلا أنها تظل مؤشرًا على التطور التنموي، وتعكس الجهود نحو رفع مستوى الخدمات الأساسية للسكان. غير أن الإشكال الحقيقي ومعاناة السكان تبدأ مع حفريات الأحياء السكنية، خاصةً مع بعض شركات المقاولات والمتعهدين لتنفيذ مشروعات تنموية تابعة لجهات حكومية أو شركات خدمية، وذلك أولًا لغياب التنسيق عند تنفيذ الحفريات، أو التوقيت الخاطئ لهذا التنفيذ، أو منهجية عمل الحفريات.

قبل ثلاثة أسابيع تقريبًا تلقى عدد من سكان حي الفلاح بالرياض رسائل نصية تُفيد أن هناك أعمالًا (حفريات) سيتم تنفيذها من قبل إحدى شركات المقاولات لصالح الشركة السعودية للكهرباء؛ لغرض استبدال الكيابل الكهربائية الرئيسة (حسب إفادة أحد العاملين)، التي تُغذي المنازل بالتيار الكهربائي. طبعًا نحن السكان، أو بالأصح المشتركين لا نعلم أساسًا لماذا قامت الشركة بذلك؟ هل لتقوية التيار أم لمشكلة في الكيابل الحالية؟ المهم أن الشركة المتعهدة (المقاول) بدأت فعليًا في عمليات الحفر بأكثر من شارع، والإشكال أن الشوارع متقاربة، ما سبب اختناقًا مروريًا متكررًا في كثير من زوايا الشوارع والتقاطعات، وإشكالًا للسكان في إبعاد سياراتهم، الذين قد يحتاجونها لوجود كبار سن أو مرضى، خاصةً أن الحفرية قد يمضي عليها أكثر من أسبوعين كما هو واضح من سير العمل.

لكن السؤال المُلِّح هنا بشقين؛ الأول أين التنسيق من قبل شركة الكهرباء مع أمانة الرياض؟ التي عملت في فترة سابقة وقريبة على مشروع تأهيل حي الفلاح أو ما يسمى (أنسنة الحي) من رصف، وسفلتة، وتشجير، وممرات، ومضامير مشاة وحدائق وغير ذلك، بحيث تتم الأعمال من قبل مقاول الكهرباء ومقاول شركة الأمانة في ذات الوقت، فهذا يساعد على تقليل الجهد، ورفع كفاءة الإنفاق، واختصار الوقت، وتجنب الأخطاء التنفيذية خلال أعمال الحفر، التي قد تتسبب في قطع إحدى الخدمات الأساسية، فهل التنسيق غائب بين الجهتين لهذه الدرجة؟ ألا يفترض أن لدى شركة الكهرباء خططا سنوية واضحة لأعمالها في الأحياء ما يتوجب عليها التنسيق مع الأمانة؟

أما الشق الآخر من السؤال فهو خطأ التوقيت! فلماذا يتم العمل صيفًا حيث الأجواء الحارة، التي تصل في بعض الأيام إلى قرابة 50 درجة مئوية! ماذا لو أخطأ -لا قدر الله- المقاول خلال تنفيذ الحفر في التسبب بعطل كهربائي! كيف سيكون وضع السكان وقد يكون بينهم مرضى وكبار سن!! من جهةٍ أخرى فإن الصيف عادةً يشهد تغيرا لبرنامج العائلة بالسفر خارج المملكة، أو الاصطياف داخلها، أو السفر هنا وهناك لزيارات عائلية أو مناسبات اجتماعية ما يعني أن بعض السكان سيكونون بعيدين عن بيوتهم، فكيف يتم التعامل مع هذه الحالات؟ طبعًا الإجراء الذي يتعامل به المقاول هو وضع أوراق تنبيه على سيارات السكان، أو طرق أبواب بيوتهم، وهذه طريقة غير حضارية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد