: آخر تحديث
خلال إطلاق كتابه "لا بأس بأن تكون غاضبًا إزاء الرأسمالية"

ساندرز يندد بانعدام مساواة أكبر من أي وقت على صعيد الثروات

27
32
26

لندن: قال السناتور الأميركي بيرني ساندرز هذا الأسبوع إن "انعدام مساواة في المداخيل والثروات بات أكبر من أي وقت مضى" في الولايات المتحدة، مشددا على أن هذه الوضيعة تصب في مصلحة "الطبقة الحاكمة" على حساب العمال.

وفي مؤتمر صحافي عقده في مركز ساوثبنك في لندن خلال إطلاق كتابه "لا بأس بأن تكون غاضبا إزاء الرأسمالية" (It's OK to Be Angry About Capitalism)، قال العضو المستقل في مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت "نحن في خضم صراع طبقي، والطبقة الخطأ هي التي تفوز".

الكتاب الذي صدر هذا الأسبوع هو أحدث إصدارات السناتور المستقل ويطرح تساؤلات حول النظام الاقتصادي الحالي تبدأ بـ"مواجهة الواقع من حولنا".

في الكتاب يتطرّق ساندرز خصوصا إلى تكلفة الرعاية الطبية في الولايات المتحدة، وديون الطلاب، والنظام التعليمي مرورا بالانخفاض العام للأجور لدى الأخذ في الاعتبار ارتفاع معدّل التضخم.

لدى سؤاله عن الاستخدام المتكرر لمصطلح "الأوليغارشية" في كتابه والذي يشير في كثير من الأحيان إلى أصحاب المليارات من الروس المقربين من الكرملين، أكد ساندرز أن هناك في الولايات المتحدة أيضا "مجموعة صغيرة من الناس" الذين يمتلكون الثروات والسلطة السياسية.

وتابع "هذا ما نسميه الأوليغارشية، هذا ما نسميه الطبقة الحاكمة".

وقال "في الولايات المتحدة، أصبحت هذه الطبقة الحاكمة اليوم أقوى مما كانت عليه طوال حياتي".

وأضاف السناتور الأميركي "إن الطبقة الوسطى آخذة في التقلّص"، مشددا على أن الرؤساء التنفيذيين للشركات الأميركية الكبرى يكسبون في الوقت نفسه ما يساوي 400 ضعف متوسط رواتب موظفيهم.

ووجّه ساندرز انتقادات حادة للنظام الضريبي الأميركي الذي يمكّن "أصحاب المليارات من أن يدفعوا عمليا ضرائب أقل مقارنة بما تدفعه الطبقة العاملة".

في كتابه شدّد ساندرز أيضا على "الحقوق الاقتصادية" التي يضعها في مصاف حقوق الإنسان، مشددا وسط تصفيق الحاضرين على أن أي مواطن لا يمكنه أن يكون حرا من دون ضمان الحد الأدنى من الحقوق الاقتصادية.

ومن بين هذه الحقوق الاقتصادية "الحق في وظيفة ذات أجر جيّد، والحق في رعاية صحية جيدة، وفي تعليم جيد، وفي سكن ميسور التكلفة".

بُثّ المؤتمر على الهواء مباشرة وهو متاح لسبعة أيام على قناة مركز ساوثبنك على منصة يوتيوب.

على شبكات التواصل الاجتماعي، برزت انتقادات لساندرز، فقد اعتبر مستخدمون لشبكة الإنترنت أن السناتور المنتقد للنظام الرأسمالي يستخدمه للترويج لكتابه.

وأشار هؤلاء خصوصا إلى تذاكر لأحد المؤتمرات الترويجية للسناتور في واشنطن تصل أسعارها إلى 95 دولارا.

كذلك أشار النائب الجمهوري عن ولاية ميشيغن بيل هايزينغا في تغريدة إلى "مفارقة" بيع التذاكر على موقع "تيكت ماستر"، المنصة التي غالبا ما تُتّهم بالاحتكار.

خلال برنامج لقناة "سي بي اس" التلفزيونية الأميركية شدّد ساندرز على أن "هذه الخيارات يتّخذها بالكامل الناشر وبائع التجزئة"، مشيرا إلى أن "لا علاقة له بالامر".

أشار معارضون آخرون إلى أن الكتاب متاح على موقع أمازون، المنصة الأميركية العملاقة للبيع بالتجزئة والتي غالبا ما ينتقدها ساندرز، أو أيضا إلى أن السناتور هو نفسه مليونير، خصوصا بفضل مبيعات مؤلفاته السابقة.

وساندرز شخصية مؤثرة يتخطى تأثيره حدود الولايات المتحدة، وكان قد دعم في الصيف الماضي عمّال السكك الحديد المضربين في بريطانيا، وشارك شخصيا في تجمّع نظّم في لندن.

يعد ساندرز من أبرز شخصيات اليسار الأميركي والحركة التقدمية، وخاض مرّتين الانتخابات الرئاسية التمهيدية للحزب الديموقراطي. وقد أثار خطابه المؤيد للعمال حماسة غير متوقعة لدى الشباب.

لم يتطرّق ساندرز إلى احتمال ترشّحه مجددا للرئاسة أو لعضوية مجلس الشيوخ.

والسناتور البالغ 81 عاما عضو في مجلس الشيوخ لولاية ثالثة عن فيرمونت، ومنذ كانون الثاني/يناير يرأس لجنة الصحة والتعليم والعمل والرواتب التقاعدية في مجلس الشيوخ الأميركي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات