: آخر تحديث
طريقي

ما زلنا في بداية المشوار!

7
7
8

ما زلنا في بداية المشوار!
بهذه العبارة يمكن تلخيص تسارع المتغيرات في المنطقة، فمنذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، حين تفجر طوفان الأقصى، وما زلنا نتلقى تبعات هذا الزلزال السياسي الذي عصف بثوابت خرائط الجغرافيا السياسية والاقتصادية والأمنية في منطقة الشرق الاوسط.

‏على أرض الواقع، انتهت معركة غزة بتدمير مكتسبات عقود من الصراع السياسي، وهزم الحق الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة. تحولت شواطئ غزة التي كانت تداعب بأمواجها حلم الدولة الفلسطينية إلى مرسى لقوارب الهروب من جحيم تداعيات النصر الحمساوي!

‏وها هي أمواج تسونامي الطوفان تضرب وبقوه أجناب الضفة الغربية حيث تجتاح الدبابات الإسرائيلية المخيمات الفلسطينية معلنة دفن حق عودة اللاجئين، ومبشرة بإحياء مخطط الوطن البديل في الأردن لتهجير الفلسطينيين. وهو الأمر الذي يرفضه المنطق الإنساني والسياسي في الأردن والعالم .

‏لن تعاني صفحات التاريخ من سرد مكتسبات إسرائيل السياسية والأمنية  بعد عملية السابع من أكتوبر.

‏ما زلنا في بداية المشوار!
قبل أيام أعلنت السلطات الأردنية عن إحباط مخطط تبدو فيه بصمات جماعة الإخوان المسلمين واضحة، وفقا للمعلومات فإن الأردن مقبل على استدارات استراتيجية في التعامل مع الجماعة غير المرخصة. واكتسبت القضية بعداً جديداً في خطورتها عندما اظهر التحقيق إن الجهات الإقليمية التي تقف وراء المخطط هي  نفسها التي احتضنت طوفان السابع من أكتوبر!

منبع القلق يكمن في ربط الاحداث، وفي تساؤل حول الأهداف الخبيثة للجماعات التي تريد تحويل الأردن إلى منصة ينطلق منها "طوفان" جديد يعطي إسرائيل ذريعة لتدمير ما تبقى من القضية الفلسطينية، وإطلاق حرب تهجير لاجئي المخيمات في الضفة الغربية وغيرها من مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني الى حيث مشروعها القديم الجديد "الوطن البديل".

الأردن عصي على الارهاب، وعلى صخرة تكاتف الشعب حول قيادته الحكيمة تتحطم مؤمرات الضامرين شرًا بالقضية الفلسطينية أولاً، وباستقرار وطن النشامى ثانيًا.

ثمة من يريد اللعب على وتر العلاقة المتوترة تاريخياً بين القيادة الأردنية وقوى الإسلام السياسي والعبث باستقرار الأردن لتقوية موقعه في  النفوذ الإقليمي وربما التفاوض الدولي، فأصاب  في رميته الخيبة، ومن حق السلطات الأردنية اتخاذ كل الإجراءات لإحباط أي طوفان مستقبلاً!

مازلنا في بداية المشوار!
في سوريا، وتحديدا في الجزء الشمالي الشرقي منها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الجيش الأميركي سيخفض عدد قواته في سوريا من ألفَي جندي إلى نحو 1400 ويعمل على إغلاق ثلاث من قواعده العسكرية الثماني هناك.

التراجع العسكري الاميركي في سوريا، يعني فتح أبواب التقدم العسكري الإسرائيلي في تلك المنطقة متذرعة بأسباب عدة.

- الاول: انها تريد حماية نفسها من خطر انفلات داعش، إذ يعيش بين جنبات مخيمي الهول وروج  ما يزيد على 70 الفاً. فكيف سيكون وضعهم بعد قطع خطوط التمويل الاغاثي  الاميركي عنهم؟!

- الثاني: لن تسمح إسرائيل بإعادة الحياة لخط الإمداد الإيراني عبر سوريا وهي لا تضمن  التحالفات التي تلوح بافق مستقبل الاكراد هناك.

- الثالث: تخوض إسرائيل وتركيا صراع نفوذ في شمال شرق سوريا لن تسمح لتركيا بأن تملأ الفراغ العسكري الأميركي هناك.

رغم تسارع التطورات وتسابق المواقف الاقليمية والدولية وجنوح التوقعات نحو اتفاقيات تاريخية، إلا أن الضبابية لا تزال سيدة المشهد.
والمشوار ما زال في بدايته.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.