: آخر تحديث

لبنان في موقف سيء بفضل حماس

7
6
5

قبل عدة أيام كشفت الحكومة الأردنية، تفاصيل "مخططات"، قالت إنها استهدفت "الأمن الوطني وإثارة الفوضى والتخريب المادي داخل الأردن"، بعد وقت قصير من إعلان دائرة المخابرات العامة إحباطها، الثلاثاء الفائت.

ومع توالي المعلومات التي كشفت تفاصيل المخطط، برز إسم لبنان كمركز تدريب للأفراد الذين قالت المملكة الاردنية انها اوقفتهم، بحيث تشير الاتهامات الى انهم سافروا الى لبنان لتلقي التدريبات على استخدام الاسلحة والصواريخ.

لبنان الذي لا يزال منتشيا بالعهد الجديد منذ مطلع العام الحالي، وجد مسؤولوه أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه، لأن تبرير هذه الأزمة سيكشف من دون شك عورات عدم بسط السلطة والسيطرة حتى وان كانت التدريبات حدثت في فترة سبقت انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتكليف رئيس حكومة، فالدولة كهيكلية لم تكن في إجازة طوال الفترة التي سبقت وصول جوزاف عون لرئاسة الجمهورية.

كما ان هذه المعلومات تأتي بظل إحتدام السجال حول إستمرار وجود سلاح غير شرعي خارج عن نطاق السلطات، وكيفية حل معضلة ترسانة حزب الله، ووصول البعض حد الاختلاف حول تفسير خطاب القسم لرئيس الجمهورية ، وتعهده بحصرية السلاح.

الأخطر من هذا كله ان المعلومات تشير الى ان هذه الجماعة تلقت التدريبات في مناطق خاضعة لنفوذ حركة حماس، وهنا الطامة الكبرى ان حركة غير محلية تشرف على تدريب عناصر غير لبنانيين على اراض لبنانية ثم يرسلون إلى بلادهم للمس بالأمن القومي لدول عربية كما في الحالة الأردنية، وهذه الأمور تضعها الدول عادة في خانة الاعمال الارهابية فهل تصبح النظرة للبنان على أنه دولة راعية للإرهاب؟، وهل يتحمل البلد هذا المخاض بظل الأزمات التي يعاني منها أصلا؟.

واصبح واضحا منذ السابع من اكتوبر 2023 ان قسما من الاراضي اللبنانية اصبح مستباح بشكل كامل، وسط غياب القوى الامنية والعسكرية، فإلى جانب حزب الله، وحركة أمل نشطت الجماعة الإسلامية في عمليات إطلاق الصواريخ، وايضا خرجت الجماعات الفلسطينية كحماس والجهاد الإسلامي لتدلو بدلوها في مشهد يفوق ما حصل حتى في زمن فتح لاند.

الصمت اللبناني في التعاطي مع مسألة إستخدام الاراضي الجنوبية، جعل حماس نفسها تخرج وبدون مراعاة للسيادة اللبنانية او حتى اقامة وزن للسلطات في بيروت في اواخر عام 2023 بالاعلان عن تأسيس "طلائع طوفان الأقصى" انطلاقا من لبنان، داعية "أبناء الشعب الفلسطيني هناك للانضمام إليها في ظل الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة" كما قالت، واضافت، "إن هذه الخطوة تأتي "تأكيدا على دور الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والمشروعة واستكمالا لما حققته عملية طوفان الأقصى… وسعيا نحو مشاركة رجالنا وشبابنا في مشروع مقاومة الاحتلال والاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم العلمية والفنية".

موجة الاستنكار اللبنانية الشعبية دفعت بممثل حماس في لبنان أحمد عبد الهادي، يومها الى اصدار بيان قال فيه  ان "طلائع طوفان الأقصى" التي أعلنت الحركة تأسيسها، ليس تشكيلا عسكريا من أجل استيعاب مقاتلين وتدريبهم للانخراط في صفوف المقاومة المسلحة، وإنما هي إطار شعبي تعبوي فقط من أجل استيعاب الشباب الفلسطيني".

إذن حماس لم تكن تعمل في الخفاء او حتى جناح الليل، فمشروعها واضح وصريح وهي تعتبر نفسها جزء من محور كان حزب الله يعد قلبه النابض، ولكن اذا كان لبنان الرسمي في السنوات الماضية يربط موضوع سلاح حزب الله بالعوامل الخارجية في سبيل التملص من الاجابة على سؤال حول توقيت بسط الدولة لسيطرتها الكاملة على اراضيها وحصر السلاح بيد قواها الامنية والعسكرية، فماذا سيكون الرد على أسئلة تتناول نشاطات حركة حماس ومثيلاتها على الاراضي اللبنانية، وهل ملفهم مرتبط أيضا بالعوامل الخارجية؟

الأكيد ان هناك من "فرعن" حماس في لبنان، وهناك ايضا من المسؤولين من غض الطرف عما تقوم به الحركة، ولكن الدولة لا يجب ان تتفاجأ من ان الحركة تنظم معسكرات تدريب، فقبل حوالي العام تم القاء القبض على مجموعة تضم العشرات في الشمال اللبناني كانوا يقومون بأعمال تدريب عسكرية تحت رعاية وإشراف حماس، ولكن الموضوع جرى طمسه بشكل كامل بحيث ان احدا لم يتناوله ثم جرى الإفراج عن الموقوفين بسحر ساحر.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.