: آخر تحديث
عد الاستثمار في التكوين والحكامة أساس تفوق النموذج الرياضي

لقجع: نهضة الكرة المغربية ثمرة رؤية استراتيجية طويلة الأمد

2
2
2

إيلاف من الرباط: قال فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إن التطور الملحوظ الذي تعرفه كرة القدم المغربية خلال السنوات الأخيرة "لم يكن وليد الصدفة، ولا نتيجة نجاحات ظرفية، بل ثمرة رؤية استراتيجية واضحة المعالم، قائمة على عمل تراكمي طويل النفس".

وأوضح لقجع، في حوار خصّ به مجلة "فرانس فوتبول" الأحد، أن الاستراتيجية التي اعتمدتها الجامعة الملكية لكرة القدم منذ سنوات تقوم على بناء تدريجي لمنظومة كروية وطنية متكاملة، ترتكز بالأساس على الاستثمار في البنيات التحتية، والتكوين، وترسيخ الاحتراف. مشددا على أن الهدف لم يكن يوما تحقيق لقب معزول، بل الهدف هو "تشييد منظومة منسجمة تمتد من القاعدة إلى القمة".

وسلط لقجع الضوء على الأهمية المحورية التي تحظى بها الفئات السنية الصغرى للعبة كرة القدم، خاصة ما بين 10 و20 سنة، باعتبارها المرحلة الحاسمة في صناعة اللاعب. وقال إن "هذا التوجه ينفذ وفق استراتيجية وطنية تتماشى مع تعزيز قدرات المؤسسات الكروية الوطنية، ودون إحداث أية قطيعة مع المكتسبات السابقة، بل من خلال تطويرها والبناء على ما راكمته من تجربة وخبرة".

وأشار لقجع إلى أن المشروع الكروي المغربي لم يقتصر على المنتخب الأول، بل شمل أيضا كرة القدم النسوية، والفئات الصغرى، وكرة القدم داخل القاعة، في إطار مقاربة شمولية تهدف إلى تقليص الفجوة مع المدارس الكروية الكبرى، عبر تحديث أساليب العمل وتأهيل الموارد البشرية.

وعن واقع كرة القدم الإفريقية، أقر لقجع بوجود الفرق بينها وبين نظيرتها الأوروبية، معتبرا أن أسباب ضعف الكرة الإفريقية لا يعود فقط إلى محدودية الإمكانيات المالية، بل أساسا إلى قضايا الحكامة، والتنظيم، واستمرارية المشاريع. 

وفي هذا السياق، أوضح أن المغرب اختار بناء نموذج خاص به، يقوم على الاستقرار المؤسساتي، وجودة البنيات التحتية، والانفتاح المتوازن على محيطه القاري والدولي.

كما اعتبر رئيس الجامعة أن التنظيم المشترك لبطولة كأس العالم 2030، بشراكة مع اسبانيا والبرتغال، يشكل محطة تاريخية غير مسبوقة، إذ ستتعاون فيه إفريقيا وأوروبا لأول مرة على تنظيم حدث كروي عالمي، "سيفتح آفاقا جديدة للتعاون والتكامل بين القارتين". 

واقترح لقجع فكرة إطلاق مسابقات مشتركة بين إفريقيا وأوروبا، مؤكدا أن التحدي لم يعد في إمكانية تحقيق هذا المشروع، بل في كيفية تصميمه بشكل عادل ومتوازن، يرفع من قيمة كرة القدم الإفريقية ويوفر فرصا أوسع لمواهب القارة، بعيدا عن أي منطق للهيمنة، مشددا على أن الطموح المغربي "لا يقتصر على احتضان التظاهرات الكبرى، بل يتجاوز ذلك إلى لعب دور محوري في تطوير كرة القدم الإفريقية".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في رياضة