بيروت (لبنان) : بعد إصابة أبعدته عن الملاعب لأكثر من شهر في بداية الموسم، عاد المغربي إبراهيم دياس للقتال على مركز أساسي في تشكيلة ريال مدريد بطل أوروبا. بهدفه الأخير في مرمى ناديه السابق مانشستر سيتي الإنكليزي، يواصل لاعب الوسط الهجومي رحلة إثبات الذات في إسبانيا.
هدفه في ملعب الاتحاد الثلاثاء ضمن ذهاب ملحق ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا بعد دقيقتين على دخوله، أمّن لريال مدريد التعادل ومهّد لتحقيق الفوز 3 2 على حامل لقب الدوري الإنكليزي في المواسم الأربعة الأخيرة.
هدف هو الرابع فقط ضمن مختلف المسابقات هذا الموسم، بالإضافة إلى تقديمه ست تمريرات حاسمة، إنما في 14 مشاركة أساسية من أصل 30.
يُبدي ابن الـ25 عاما الذي قرر تمثيل منتخب المغرب بدلا من إسبانيا منذ العام الماضي، تواضعه وامتنانه إلى النادي الذي أعاره إلى ميلان الإيطالي بين 2020 و2023.
بعد الفوز على سيتي قال "استغلينا الأخطاء التي ارتكبوها، صنعنا العديد من الفرص عبر أخطائهم. عملنا بشكل جيد للغاية ونافسنا بقوة. هذا هو ريال مدريد".
وتابع اللاعب الذي رفض الاحتفال في مرمى النادي الذي لعب معه في بداية مسيرته الاحترافية "أنا في أفضل ناد في العالم، سعيد جدا لوجودي هنا، حيث حلمت دائما أن أكون".
لكن رحلة إثبات دياس لنفسه جاءت بعد معاناة مع العديد من المدربين. على الرغم من أنه بدأ مسيرته الاحترافية في سيتي عام 2016 وبقي ضمن صفوفه لثلاثة أعوام، لم يشارك سوى في 15 مباراة ضمن مختلف المسابقات، 6 منها في الدوري، مكتفيا بتسجيل هدفين في ثلاث مباريات ضمن كأس الرابطة.
رحل دياس الذي لعب في العديد من المراكز مع سيتي أبرزها كجناح أيسر، عن مانشستر بعد سنتين من قدوم المدرب الإسباني بيب غوارديولا الذي لم يعطه فرصة كافية.
كان مدرب بايرن ميونيخ الألماني وبرشلونة السابق يعتمد على الألماني لوروا سانيه ورحيم سترلينغ في مركز الجناح الأيسر، كما البلجيكي كيفن دي بروين والإسباني دافيد سليفا والألماني إيلكاي غوندوغان خلف المهاجمين.
"أريد أن أكون نفسي"
وعلى الرغم من أنه لم يُظهر إمكانياته في ملعب الاتحاد، وضع ريال ثقته فيه وتعاقد معه في كانون الثاني/يناير 2019 بعقد لستة مواسم.
لكن أحلام الشاب الذي ولد في ملقة وانتقل إلى مانشستر بعمر الـ16 عاما قبل أن يعود إلى بلاده، تأجّلت لسنوات عندما أعاره نادي العاصمة بقيادة الفرنسي زين الدين زيدان إلى ميلان.
قبل هذا الانتقال، وعد زيدان الشاب القادم من إنكلترا باللعب "اهدأ يا فتى، أنا أعتمد عليك وسوف ترى الملعب في الموسم المقبل" بحسب ما نقلت صحيفة أس الرياضية الإسبانية، لكن ذلك لم يحصل فعلا.
في موسمه الأول مع ميلان، خاض دياس 27 مباراة مع ميلان ضمن الدوري، سجل خلالها أربعة أهداف وصنع مثلها، بالإضافة إلى تسجيله ثلاثة أهداف أخرى ضمن الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ".
قال في موسمه الأول "لا أندم على انضمامي إلى ريال مدريد. أردت فرصة اللعب بشكل دوري، أن أشعر بأنني أخوض (المزيد) من الدقائق. لم يتغير شيء. أريد أن أكون نفسي وأظهر إمكانياتي الكروية".
تأهل ميلان إلى دوري الأبطال في الموسم التالي وفي حضوره لأول موسم ضمن البطولة الأوروبية الأعرق، بصم المغربي على أول أهدافه القارية في إنكلترا بالذات، بمواجهة ليفربول.
حصل دياس على فرصة أكبر باللعب تحت قيادة ستيفانو بيولي وتمكن خلال ثلاثة مواسم من تسجيل 18 هدفا وتقديم 15 تمريرة حاسمة ضمن 124 مباراة في مختلف المسابقات.
"أتمنى تحقيق الكثير من الألقاب"
تألقه الكبير دفع ريال إلى إبقائه في صفوفه بقيادة الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي قال بعد تجديد إعارة اللاعب في 2021 "ليس هناك في ريال مدريد مكان لمنافسة كبيرة (بين اللاعبين). إنه (دياس) لاعب مهم لنا ونحن سعداء برؤيته يقدم أداء جيدا في ميلان".
أضاف مدرب الفريق الإيطالي سابقا "عليه أن يلعب، لم يذهب إلى ميلان بالصدفة".
أداء دياس مع ميلان دفع ريال إلى استعادته وإبقائه في النادي ليبدأ فصلا جديدا كان قرار تمثيل المنتخب المغربي بدلا من نظيره الإسباني أبرز عناوينه.
منذ أن ارتدى قميص "أسود الأطلس"، سجل دياس 7 أهداف في 8 مباريات، مثبتا نفسه سريعا في تشكيلة المدرب وليد الركراكي.
بعد عودته من إصابة غيّبته عن الملاعب من منتصف أيلول/سبتمبر الماضي إلى أواخر تشرين الأول/أكتوبر، لم يجد دياس فرصة كبيرة باللعب أساسيا مع ريال.
مع ذلك، يبدو عازما على إثبات نفسه بين كوكبة من النجوم "في 2025، أتمنى تحقيق الكثير من الألقاب، الصحة، السعادة والحب".