تنطلق الأحد منافسات كأس أمم أفريقيا 2021 في الكاميرون بعد ستة أشهر تقريبا من تأجيلها بسبب وباء كورونا.
وعلى الرغم من الجدل الذي رافق تنظيم البطولة مؤخرا، والحديث عن احتمالية نقلها إلى دولة أخرى، قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم - الكاف - مؤخرا أن تجري البطولة في الكاميرون كما كان مقررا في الفترة من 9 يناير/ كانون الثاني إلى 6 فبراير/ شباط من العام الجاري.
وكان "الكاف" قرر في يوليو/ تموز من عام 2017، ترحيل موعد المسابقة لتقام في الصيف بدلا من الموعد السابق في شهر يناير/ كانون الثاني، وهو ما طُبق في نسخة 2019 التي جرت في مصر، وكذلك رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 منتخبا.
والمنتخبات العربية المشاركة في هذه النسخة هي: مصر، والجزائر، وتونس، والمغرب، وموريتانيا، والسودان، وجزر القمر التي تشارك في البطولة للمرة الأولى في تاريخها.
وقسمت المنتخبات الـ24 المشاركة في نسخة الكاميرون على ست مجموعات، وهي:
- المجموعة الأولى: الكاميرون - بوركينا فاسو - الرأس الأخضر - إثيوبيا
- المجموعة الثانية: السنغال - غينيا - مالاوي - زيمبابوي
- المجموعة الثالثة: المغرب - غانا - جزر القمر - الغابون
- المجموعة الرابعة: مصر - نيجيريا - السودان - غينيا بيساو
- المجموعة الخامسة: الجزائر - كوت ديفوار - غينيا الإستوائية - سيراليون
- المجموعة السادسة: تونس - مالي - موريتانيا - غامبيا
بالتالي سيتأهل إلى دور الستة عشر الأول والثاني عن كل مجموعة، بالإضافة إلى أفضل أربعة منتخبات حلت في المركز الثالث.
أبرز المرشحين
يعد منتخب الجزائر، حامل اللقب، أحد أبرز المرشحين لحسم البطولة، خاصة إذا علمنا أنه خاض 34 مباراة دون خسارة، ويضم كوكبة من النجوم يتقدمهم رياض محرز لاعب مانشستر سيتي، ويوسف بلايلي الذي تألق مؤخرا في كأس العرب التي جرت في قطر.
كما يعد منتخب السنغال، وصيف بطل النسخة الماضية، مرشحا للمنافسة على اللقب بقيادة نجم هجوم ليفربول ساديو مانيه وحارس مرمى تشلسي إدوارد ميندي.
وبالطبع لا يمكن إغفال حامل الرقم القياسي في عدد مرات نيل اللقب، ألا وهو المنتخب المصري الذي حاز البطولة سبع مرات، والذي يضم خط هجومه نجم ليفربول محمد صلاح الذي يراه البعض أفضل لاعب في العالم في الوقت الحالي.
هناك أيضا منتخبات دائما تكون مرشحة لحسم اللقب مثل غانا ونيجريا، وكذلك الكاميرون التي ستعول على عاملي الأرض والجمهور، لنيل البطولة للمرة السادسة في تاريخها.
ومن بين المنتخبات التي ينتظر أن تنافس على البطولة منتخب كوت ديفوار، الذي حصل على اللقب مرتين - 1992 و2015 - وذلك بالنظر لكوكبة النجوم التي يضمها المنتخب الملقب بالأفيال، فمثلا لدى الفريق سيباستيان هاله، مهاجم أياكس أمستردام، وويلفريد زاها، مهاجم كريستال بالاس، وفرانك كيسي متوسط ميدان ميلان الإيطالي.
ويضاف للقائمة السابقة منتخبا تونس - الذي يضم عدة نجوم على غرار حنبعل المجبري ويوسف المساكني - والمغرب الذي اختار مدربه وحيد خليلوزيتش كوكبة من المحترفين يتقدمهم مدافع باريس سان جيرمان أشرف حكيمي ومهاجم إشبيلية الإسباني يوسف النصيري.
توقيت المسابقة
أبدى عدد من الأندية الأوروبية انزعاجه من ترك لاعبيها منتصف الموسم، من أجل المشاركة في كأس الأمم الأفريقية.
وعلى سبيل المثال، فإن نادي واتفورد اُتهم بتجريد منتخب نيجريا من إحدى نقاط قوته، بدخوله في خلاف حول مشاركة مهاجمه إيمانويل دينيس في البطولة، وفي النهاية احتفظ النادي الإنجليزي باللاعب.
وبسبب طبيعة المناخ في الكاميرون وكأس العالم الذي سيقام في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، فإن الكاف لم يجد خيارا سوى اختيار يناير/ كانون الثاني الجاري لإقامة البطولة التي تجري كل عامين.
ومن المقرر أن تقام نسخة صيف العام 2023 - خلال شهري يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز، في كوت ديفوار.
واقترح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا، أن يتم تغيير موعد المسابقات المقبلة، من كأس أمم أفريقيا، لتقام في الفترة ما بين سبتمبر/ أيلول ونوفمبر/ تشرين الثاني.
قضايا خارج الملعب
ما من شك في أن الوباء أثر على البطولة، ويظهر ذلك في قرار الكاف بألا يزيد عدد الجماهير في معظم المباريات عن 60 في المائة من سعة المدرجات.
ولكن في مباريات الكاميرون سيسمح بحضور جماهيري يصل إلى 80 في المائة من سعة المدرجات، وسيحضر المباريات من تلقوا جرعتي اللقاح، أو لديهم ما يفيد بسلبية نتيجة المسحة الخاصة بكوفيد.
وبمعرفة أن اثنين في المئة فقط ممن يعيشون في الكاميرون تلقوا جرعتي اللقاح، بحسب أرقام من موقع "عالمنا في بيانات"، سيكون من المثير أن نشاهد كيف ستؤثر قيود كوفيد المفروضة على حضور مباريات البطولة البالغ عددها 52 مباراة، والتي ستقام على 6 ملاعب.
وتأثرت عدة منتخبات بحالات كوفيد في تحضيرها للبطولة، فمثلا تفشى الفيروس في معسكر منتخب الرأس الأخضر، واضطر منتخب غامبيا، الذي يشارك في أمم أفريقيا للمرة الأولى في تاريخه، إلى إلغاء مباراتين وديتين بعدما أصيب أكثر من نصف اللاعبين.
وفيما يتعلق بالبنى التحتية وتجهيز الملاعب في الكاميرون، فإن هناك شكوكاً تتعلق بهذا الأمر، فالمسابقة كان من المفترض أن تقام في الكاميرون في 2019 قبل أن تنقل إلى مصر.
وهناك مخاوف أمنية حول منطقة ليمبيه، في جنوب غربي البلاد، حيث تشهد صراعا في السنوات الأخيرة من قبل ميليشات مسلحة تسعى للانفصال.
ومنذ عام 2017، فإن الجماعات المسلحة، والتي تجادل بأن المناطق الناطقة بالإنجليزية في الكاميرون مهمشة بالأساس من قبل الحكومة الناطقة بالفرنسية، حاولت إقامة دولة انفصالية تدعى "أمبازونيا".
ومن أجل فرض النظام، نُشرت سيارات مسلحة، وأقيمت نقاط تفتيش في أرجاء ليمبيه، التي شهدت تفجير سيارة في يناير/ كانون الثاني 2021، إضافة إلى تفجيرات أخرى في الأشهر الأخيرة.
وتستضيف مدينة ليمبيه، 8 مباريات، اثنان منهما في الأدوار الإقصائية.
ويقول مسؤولون محليون إن الإجراءات الأمنية المتبعة ستمنع أي إرباك للبطولة.