إيلاف من لندن: أعلنت معظم المحافظات العراقية الثلاثاء يوم حداد في ذكرى اغتيال سليماني والمهندس، فيما توعدت المليشيات الموالية لايران بأخذ الثأر لهم وقتال القوات الأميركية واخراجهم من البلاد.
واعتبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في تغريدة على حسابه في تويتراليوم " تابعتها "ايلاف" اغتيال سليماني والمهندس "عملاً مداناً في كل الأعراف والقوانين الدولية".. منوها الى انه "من الواجب استذكار قادة النصر وبطولاتهم في التصدي لأعتى جماعة إرهابية متطرّفة عرفها تاريخنا المعاصر" في اشارة الى تنظيم داعش.
جدارية للمهندس وسليماني في بغداد في ذكرى اغتيالهما في 3 يناير 2020 (تويتر)
واضاف انه لذلك "تعمل حكومتنا على تثبيت السيادة والعمل من أجل عراق مستقل في سياساته، قادر على حماية أبنائه".
واغتالت طائرة أميركية مسيرة في الثالث من كانون الثاني يناير عام 2020 قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس لدى استهداف سيارتهما التي كانا يستقلانها بعد خروجهما من مطار بغدلد الدولي بصاروخ قضى عليهما في الحال.
العراق الرسمي في حداد
واعلنت الحكومات المحلية في المحافظات العراقية عدا محافظات اقليم كردستان الشمالي الثلاث اليوم عطلة رسمية وحدادا في الذكرى الثالثة لاغتيال سليماني والمهندس.
واكدت في بيانات تعطيل الدوام الرسمي الثلاثاء للادارات والمؤسسات الحكومية في محافظة الديوانية باستثناء الدوائر الأمنية والخدمية والصحية. وتم رفع جداريات ضخمة للمهندس وسليماني في مدن هذه المحافظات فيما نظمت المليشيات مسيرات استعراضية.
ولائم ضخمة اقيمت لعناصر المليشيات خلال تجمعهم الليلة الماضية قرب مطار بغداد الدولي في ذكرى اغتيال المهندس وسليماني (تويتر)
مليشيات الحشد تتوعد بالثأر من الأميركان
ونظمت مليشيات الحشد الشعبي الموالية لايران الليلة الماضية تجمعا في مكان اغتيال سليماني والمهندس قرب مطار بغداد الدولي حيث توعدت بالثأر لهما وقتال الاميركان حتى اخراج قواتهم من العراق والتي لم يتبق منها سوى حوالي 2500 عسكري تعمل بموافقة الحكومة العراقية ضمن قوات التحالف الدولي لمناهضة داعش لتدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لها في مكافحة الارهاب.
وفي كلمة له قال رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض إن النصر على داعش صنعه "الشهداء وعلى رأسهم قادة النصر الشهداء.. "كلنا أبو مهدي المهندس وكلنا قاسم سليماني في الدفاع عن هذا البلد".
وأكّد رفض أي هيمنة أجنبية ورأى أن "النصر ساهم فيه كل أبناء الشعب العراقي"، مشيراً إلى أن ما سمّاه "المنجز الكبير" يحتاج إلى رعاية "لأن هناك من يتآمر على النصر بأنماط عدّة من خلال كسر الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي".
ودعا الى "رسم خارطة طريق مستقبلية للحشد لأنه قوة تحمي المؤسسات الدستورية" بحسب قوله.. منوها الى ان ""الملايين التي شيعت الحاج قاسم سليماني تؤكد المكانة السامية له بين قلوب الناس".
أما قائد مليشيا عصائب اهل الحق قيس الخزعلي فقد هدد قائلا "ان ترامب سيدفع ثمن ارتكاب جريمة اغتيال قادة النصر" في اشارة الى الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب الذي أمر باغتيالهما.
وأضاف "نعاهد قادتنا باخذ الثأر لقادة النصر وشهدائنا ولن نتردد أبدا بقول الحقيقة" مبينا ان "الوقت حان لتتكشف كل خيوط جريمة اغتيال قادة النصر".
توعد بإخراج الأميركيين من العراق
اما حركة النجباء في العراق الموالية لايران فقد شددت في بيان تابعته "ايلاف" على انها لن تَتخلى عن الثأرِ و"اِنهاء الاحتلال الاميركي من العراق وغرب آسيا".
وقالت "ان رايةُ الثأرِ منتَفِضةً حتى اِنهاءِ وجودِ الاميركان مِن العراقْ .. مشيرة الى انه متوهم " مَن يَعتقدُ اَنَ الحلولَ السياسيةَ والمفاوضاتِ السلميةَ تَنفعُ مع هذا الاحتلالِ المجرمِ المتغطرسِ الأهوجْ واَنَ غدًا لناظرهِ لقريبْ".
ومن جانبه اكد الامين العام لكتائب حزب الله الموالية لايرانه أبو حسين الحميداوي في بيان مماثل " أن ثمن دماء قادة النصر ورفاقهم باهظ، ومُكلف وسيدفعه الأعداء عاجلا أو آجلا".
واعتبر أن "النصر الذي تحقق على قوات الاحتلال الاميركي لم يكن لولا الصمود الأسطوري لأبناء المقاومة وتفانيهم واعتقادهم بما يؤدّونه من تكليف شرعيّ، وأخلاقيّ.
واعتبر إن ثمن دماء سليماني والمهندس "باهظ، ومُكلف، سيدفعه الأعداء عاجلا أو آجلا، وإن أقلّه إخراج الأميركيين من البلاد".
ومن جانبها قالت كتائب سيد الشهداء الموالية لايران في بيان ان "عدم شرعية الوجود العسكري الاجنبي بمختلف عناوينه في العراق يضع الجميع امام مسؤولية تأريخية بضرورة مواجهته".
وقال ان العام الماضي "شهد عمليات واسعة ونوعية للمقاومة في العراق ومحيطه ضد الاحتلال الاميركي ثأراً للقادة الشهداء".. معتبرا ان " عدم شرعية الوجود العسكري الاجنبي بمختلف عناوينه في العراق يضع الجميع امام مسؤولية تأريخية بضرورة مواجهته بمختلف الوسائل والعمل على طرده خارج الحدود نهائياً".
اتهام مواطنين من 4 دول بعملية الاغتيال
وفي اخر التطورات للدعوى القضائية التي تعد لاقامتها السلطات الايرانية ضد من تقول انهم متهمون بعملية اغتيال سليماني والمهندس فقد أعلن عباس علي كدخدائي رئيس اللجنة الإيرانية للتحقيق في الاغتيال "أن مواطني 4 دول ضالعون في الجريمة".
وقال كدخدائي في تصريحات اليوم لقناة العالم الإيرانية "نحمل الرئيس الأميركي السابق ووزير خارجيته (دونالد ترامب، ومارك بومبيو) وعددا من كبار المسؤولين الأميركيين الآخرين المسؤولية عن هذا العمل الإرهابي".
وأضاف أنه "وبناء على ذلك بصفتهم قادة تنفيذ هذه الجريمة كان لديهم أيضا وكلاء ومشاركون في المنطقة ووفقا للوثائق فإن هؤلاء المرتبطين والمسؤولين هم من العراق نفسه وعدد من دول الجوار الأخرى وبعض الدول الأوروبية لأن العملية كانت معقدة للغاية".
واشار الى ان "المتورطين في تلك الجريمة هم من رعايا أربع دول" لم يذكر اسماءها.. موضحا أن "مطار بغداد يُدار من قبل بعض الشركات الأجنبية والأشخاص الذين علموا بعملية الاغتيال".
وفيما اذا كان قد تم القبض على أشخاص في تلك القضية في العراق.. قال كدخدائي "لدينا أشخاص وجهت إليهم تهم حسب بعض الوثائق وصدرت بحقهم مذكرات توقيف".
ممثلون عن المليشيات والقوى السياسية العراقية الموالية لايران في مرقد سليماني بمدينة كرمان جنوب ايران أمس (اعلام ايراني)
وأضاف أن "القضاء العراقي اتخذ إجراءات جيدة في هذا المجال من خلال التعاون معنا، لكن هذه الإجراءات بحاجة إلى استكمال وتعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال حتى يمكن استكمال ملف هذه القضية في أسرع وقت ممكن".
ومن جانبه قال رئيس السلطة القضائية الإيرانية للشؤون الدولية، كاظم غريب آبادي ان بين المتهمين 94 أميركيا .. مشيرا الى أن "هناك قضيتين جنائيتين مفتوحتين في النظام القضائي العراقي والنظام القضائي الايراني للتعامل مع هذه الجريمة".
وأوضح انه تم تشكيل لجنة مشتركة بين الهيئتين القضائيتين في البلدين العام الماضي وعقدت ثلاث جولات من اجتماعات هذه اللجنة في بغداد وطهران وتم الاتفاق الأسبوع الماضي على عقد الجولة الرابعة من اجتماع اللجنة مطلع الأسبوع المقبل وفي إطار هذه اللجنة المشتركة تم تبادل جيد للغاية للمعلومات والوثائق بين المؤسستين القضائيتين وساعدت هذه الوثائق والمعلومات زملاءنا القضائيين على استكمال تحقيقاتهم .
وكانت اللجنة القضائية المشتركة بين العراق وايران للتحقيق في اغتيال المهندس وسليماني قد عقدت في 8 شباط 2022 الاجتماع الثالث لبحث أخر الاجراءات التحقيقية بالقضية وتبادل الوثائق بين الجهات التحقيقية في البلدين.