: آخر تحديث

فسيفساء الروح

70
60
70

‏كثيرون لا يعرفون قيمة ما هم فيه من طمأنينة وسعادة إلا حين يفقدون أسبابها التي طالما زهدوا فيها، وحين يفقدونها يتمنون عودتها، ويشتاقون إلى لحظة منغابر سحيق كانوا لا يشعرون بمعانيه.
 

 

في عجلة الحياة، وصخب الأيام، هناك سعاداتٌ منسية..سعاداتٌ يقتلها التعود، ويُبْلِيها التكرار، ولكنها من أعظم ما يملكه الإنسان، ومن أهم عوامل سعادته علم أو لم يعلم.

‏الْتفاف العائلة على المائدة سعادةٌ عظيمة، بل عظمى، حس الأمهات الذي يملأ البيوت طمأنينةً وسكينة سعادةٌ كبيرة، بل كبرى.

المزاح اللطيف بين الإخوة والأخوات سعادة، بل سعادات، تَحَلُّق الأبناء والأحفاد حواليك حال عودتك إلى البيت سعادةٌ أخرى لا توصف.

‏إياك أن يقتل الروتين تلك السعادات في عينيك، وينسيك ما تملكه من نعمٍ عظيمة زهاء سعادات وهمية ترقبها في حياتك.

حول كل منها أشياء صغرى تمنحنا معاني كبرى، تلك اللقمة التي نتجاذبها بمحبة، وتلك البسمة التي نتبادلها برضا، وتلك الغمزة التي نتقبلها بأريحية.. كلّهاتبدو نوعاً من الرتابة،ولكنها مفعمة بالحياة والسكينة، وتحفها السعادات.

‏تماماً كالفسيفساء تمر عليها العين مرور الكرام، وفي تفاصيلها ملاحم.

يقول المنفلوطي في كتابه النظرات: 

‏«السبب في شقاء الإنسان أنه دائما يزهد في سعادة يومه،ويلهو عنها بما يتطلع إليه من سعادة غده،فإذا جاء غده اعتقد أن أمسه كان خيرًا من يومه، فهو لاينفك شقيًّا في حاضره وماضيه»

‏أكرر:

‏استشعر هذه النّعم ليسري فيك إحساس السعادة، ويتسلل منك إحساس الجُحُود.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في