بالطبع، لا بل يجب، إذا أقدمت إسرائيل على ضم أي جزء من الضفة الغربية، إنْ في غور الأردن أو في غيره، أنْ يعتبر الفلسطينيون، السلطة الوطنية، كل الإتفاقات التي أبرمت مع الإسرائيليين، إنْ في كامب ديفيد وإنْ في غيرها لاغية، وأيضاً وإنْ مع الأميركيين لأنّ الولايات المتحدة وبخاصة في عهد هذه الإدارة البائسة التي على رأسها دونالد ترمب هي رأس الداء والبلاء وهي العدو المبين للشعب الفلسطيني.
إنّ المعروف إن الرئيس دونالد ترمب وبكل "وقاحة سياسية" قد أعلن ضم القدس بما في ذلك المقدسات الإسلامية والمسيحية، أيّ المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة إلى إسرائيل، والمعروف أنّ هناك مصطلحاً قديماً طالما إستخدمه العرب على مدى صراعهم مع إسرائيل يقول: "أعطى من لا يملك لمن لا يستحق"، وهذا هو ما دأب الرئيس الأميركي على فعله والقيام به منذ أن أصبح رئيساً للولايات المتحدة التي تعاني الآن الأمرّين والتي باتت "مهزأةً" لكل دول الكرة الأرضية وفي مقدمتها الصين الدولة التي أصبحت عظمى ووضعت أميركا خلفها بمسافات بعيدة.
وهنا فإنّ وزير الخارجية الأميركي، الذي مرّغ الصينيون أنفه وأنف معلمه الكبير في التراب وما هو أسوأ من التراب قد بادر، بينما ينهمك معلمه ورئيسه بإشتباك مع الـ "كورونا"، إلى الإدلاء بتصريح قال فيه: "إنّ قرار ضم الضفة الغربية يعود لإسرائيل" أي يعود لـ "بنيامين نتنياهو" الذي تطارده السرقات والإختلاسات والذي يغرق الآن في أوحال نتنةٍ باتت تغرق فيها إسرائيل كلها.
والواضح أنّ الإسرائيليين وعلى رأسهم نتنياهو و"غاتس" لم يدركوا أن عالماً جديداً بعد ظهور "كوفيد19" قد حلّ محل ما بعد الحرب العالمية الثانية التي بات ثابتاً أنها قد إفتعلت إفتعالاً من أجل أن يفرض المنتصرون على هذه المنطقة دولة مفتعلة هي هذه الدولة التي يمثلها بنيامين نتيناهو والتي يجب أن نأخذ بعين الإعتبار أن الغرب الأميركي والأوروبي باتا ينشغلان عنها بصراعات جديدة وأن إسرائيل لم تعد طفلها المدلل وذلك رغم ألاعيب ترمب الذي بات يغرق في أوحال سياسية حقيقية وعلى ما هو عليه الآن في هذه المرحلة الخطيرة.
والمفترض أن يكون للعرب المقتدرين.. موقفا رادعاً ومؤثراً ليس إزاء الإسرائيليين وفقط بل إزاء الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترمب فهو دأب على إعطاء إسرائيل ما لا يملكه لا هو ولا وزير خارجيته ولا بلده، ويبقى أننا نعرف أن الوضع العربي الراهن هو الذي يجعل إسرائيل تفعل كل هذا الذي تفعله وتتصرف وكأن العالم لا يزال على ما كان عليه قبل هذه المواجهة الكونية مع هذا الـ "فيروس" الذي إستبدل عالماً سابقاً بعالم جديد لم تعد فيه الدولة الإسرائيلية الطفل المدلل لأن عالم اليوم غير عالم الأمس ولأن هناك معادلات غير المعادلات السابقة.

