: آخر تحديث

مشكلة إسرائيل مع نفسها

64
55
64
مواضيع ذات صلة

بينما كلُّ العالم ينشغل بمواجهة "جائحة" كورونا من جنوبيّ كوريا مروراً بالصين وإلى آخر نقطة في غربيّ الكرة الأرضية فإنّ إسرائيل وحدها التي تصرُّ على "عنصريتها" وأنّها تختلف عن غيرها وأنّها تتمسك بتلك الكذبة التاريخية التي تصفها بأنها: "شعب الله المختار"، فحتى تكون شعباً مختاراً يؤمن بالله وكتبه ورسله ويعيش بين شعوب الأرض مثله مثلهم فإنّ عليه ألّا يتصرف بهذه الطريقة التي كان يتصرف بها "النازيّون" في عهد ألمانيا النازية الهتلرية.

كان على الإسرائيليّين أنْ يغتنموا هذه اللحظة التاريخية وأنْ ينضووا في إطار الدول، وبخاصة الدول العربية والفلسطينيون على وجه التحديد، وأن يكونوا جزءاً من نسيج هذه المنطقة لا أنْ ينكفئوا على أنفسهم ويحاولوا "التعايش" مع هذه الآفة الكونيّة ويتصرفوا على أنهم منْ غير بني البشر إنْ كانوا أهل هذه المنطقة أم في العالم كله!

وحتى "عرب الأرض المحتلة" منذ عام 1948 الذين باتوا يشكّلون عشرين بالمائة من سكان إسرائيل الذين جرت "لمْلمتهم" من كل بقاع الكرة الارضية وأرسلوا إلى بلاد لا علاقة لهم بها وأُعطوا وطناً ليس لهم فيه لا سابقاً ولا لاحقاً ولو ذرة ترابٍ وحيث كان قد مرّ به قبلهم "الفرنجة" الصليبيّون والرومان .. وغيرهم لكن كل هؤلاء ما لبثوا عندما حانت لحظة الحقيقة أنْ غادروه لا يلوون على شيء وذاك بينما أنّ منْ بقي منهم أصبحوا جزءاً من هذه المنطقة وأصبحوا عرباً إما مسلمين أو مسيحيين!

بعد "كامب ديفيد" ومخرجاتها أصبح هناك بصورة عامة إعترافاً بإسرائيل، لكن إسرائيل لم تعترف بنفسها كدولة تشكل جزءاً منْ هذه المنطقة وبقيت "تلوك" خرافات قديمة لا يتوفر لها ولو جزءٌ ضئيلٌ من الحقيقة وبقي "متديّنوها" الذين ها هي الـ"كورونا" تفتك بهم وهم يتمسّكون بأكاذيب التاريخ ولذلك فإنها قد أصرّت على الإنكفاء على نفسها ورفضت أنْ تكون جزءاً من هذه المنطقة وجزءاً من العالم بأسره وعلى أساس أنَّ شعبها هو شعب الله المختار الذي تحميه "العناية الإلهية" لكنّ أعداد ضحايا هذه الآفة المرعبة من الإسرائيليّين تدل على أنّ اعتقادهم هذا مجرد خرافة كبيرة.

لقد كان على "العقلاء" في إسرائيل أن يستغلوا هذه الفرصة التاريخية التي غدت سانحة وأنْ يتصرفوا على أساس أنّ دولتهم جزءاً من هذه المنطقة وأنّ تنافس بيني غانتس وبنيامين نتنياهو على إحتلال مزيد من الأرض الفلسطينية (العربية) "غور الأردن وشمالي البحر الميت" في الضفة الغربية هو جنون وإجرام وبخاصة في هذه اللحظة التاريخية الخطيرة حيث العالم كله بإستثناء الدولة الإسرائيلية ينشغل بمواجهة هذه الآفة الكونية التي باتت تهدّد أهل الكرة الأرضية كلهم وبدون إستثناء حتى الذين يعتقدون أنه بإمكانهم التعايش مع هذا البلاء المرعب حقاً وحقيقة!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي