: آخر تحديث

أزمة كورونا تضع منظمة الصحة العالمية في قفص الاتهام

67
65
68
مواضيع ذات صلة

عداد ضحايا كورونا في تصاعد مستمر، لا شيء جديد سوى الاتهامات التي وجهها الرئيس ترامب لمنظمة الصحة العالمية، فالرئيس الأمريكي يحمل المنظمة مسؤولية الكارثة التي وصلت إليها هذه الأزمة التي لا علاج واضح لها إلى الآن، الخسائر البشرية في تزايد والحجر الصحي مستمر، ما أثر في نمط المعيشة والاقتصاد وضاعف من المخاوف من استمرار الوضع إلى أشهر غير معلوم نهايتها..
تفاقم الوباء، دفع بالكثيرين لمراجعة كيفية وأسباب انتشاره بهذه السرعة المهولة ومسؤولية الجهات التي تسببت في وصول الوضع إلى ما هو عليه الآن، خاصة في ظل عجز الجهات الصحية التي تسابق الزمن سعيا منها لإيجاد لقاح لهذا الفيروس المعروف اسمه المجهول علاجه.

*بعد أزمة كورونا..دعوات لإجراء إصلاحات داخلية في منظمة الصحة العالمية* 

في عام 1948، تأسست منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، التي تضطلع بأنشطة دولية تتعلق بصحة المجتمعات وسلامتها، كما تعتبر مصدر ثقة لأكثر من 7 مليار إنسان حول العالم، لعبت دورا مهما في مواجهة الأوبئة والمشاكل الصحية، من خلال المجهودات التي تقوم بها في هذا المجال:
بتوفير القيادة فيما يتعلق بالمسائل ذات الأهمية الحاسمة للصحة والدخول في الشراكات التي تقتضي القيام بأعمال مشتركةوتوليد المعارف المفيدة وتجسيدها وبثّها، ورصد الوضع الصحي وتقييم الاتجاهات الصحية، لكن جائحة كورونا مؤخرا زعزعت ثقة العالم فيها، بين متهم لها بالتقاعس والتواطؤ، خاصة في ظل ارتفاع ضحايا هذا الفيروس الذي ظهر أول مرة في الصين، وتتهم المنظمة بعدم الكشف عن حقيقته وتأخير الإعلان عن تشخيصه بالوباء الخطير وعدم الدعوة إلى إغلاق الحدود مع الصين، ما أدى إلى سرعة انتشاره والفشل في التحكم فيه.

كل هذه التداعيات، دفعت بالكثيرين على رأسهم الرئيس ترامب وقادة مجموعة السبع بمطالبة منظمة الصحة العالمية بإجراء إصلاحات داخلية ومراجعة شاملة لأداء المنظمة، نتيجة انعدام الشفافية وسوء الإدارة لهذه الأزمة.

*ألم يقلل ترامب من أزمة كورونا..ما الذي حصل؟*
كلنا شاهدنا وسمعنا ترامب منذ أكثر من شهر وهو يوبخ أحد الصحافيين متهما اياه بمحاولة إثارة الرعب في قلوب الناس، فلم يتعامل مع الوضع بجدية، هذا الموقف أوصل عدد ضحايا كورونا في الو م أ إلى أرقام ارتفعت كالسهم، فحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، بلغ عدد الإصابات في الصين بتاريخ 3 آذار 2020 ما يقارب 80 ألف إصابة، في حين لم يتجاوز 64 حالة في الولايات المتحدة الأمريكية، وسرعان ما تزايد عدد الإصابات في الو.م.أ في شهر واحد لأكثر من 700 ألف حالة وعدد الوفيات أكثر من 37 ألف حالة، اما في الصين ما يقارب 83 ألف حالة، الأمر الذي أقلق الرئيس ترامب الذي لم يكن يتوقع ارتفاع الأعداد بهذه السرعة،، لكن سرعان ما تأكد الرئيس ترامب أن الوضع ليس سهلا على الإطلاق كما كان يتصور، وأبدى مخاوفه صراحة، وبدأ يتحدث عن أيام صعبة ويبحث عن مخرج من هذا المأزق الذي وضع نفسه فيه بعدم اكتراثه بالأزمة في بداياتها ووضعها على الهامش على حساب الكثير من الملفات الجيوسياسية وكيفية استغلال هذه الظروف لاستثمارها، على رأسها سعر برميل النفط.

*منظمة الصحة العالمية في مرمى اتهامات ترامب*
لابد من تسمية الأمور بأسمائها، فمنظمة الصحة العالمية أخطأت عندما لم تعلن حالة الطوارئ في بداية شهر يناير الماضي، وهذا ما اعتبره الرئيس ترامب مؤخرا بالتلكؤ، فبالعودة إلى تاريخ 14 يناير 2020 نشرت منظمة الصحة العالمية تغريدة على حسابها في تويتر جاء فيها: "لا يوجد دليل واضح على أن فيروس كورونا الذي بدأ في اجتياح ووهان الصينية، قادر على الانتقال بين البشر، تغريدة وضعت المنظمة في موضع المتهم، خاصة وفق تقرير ذكرت الغارديان البريطانية أن المنظمة بتلك التغريدة التي قللت من أخطار الوباء كانت صادرة عن مسؤول متوسط المستوى بهدف عدم إثارة غضب الصين، تغريدة يعتبرها ترامب وآخرون مسؤولة عن الكارثة التي تجاوز عدد مصابيها حول العالم أكثر من 2مليون، توفي منهم أكثر من 154 ألفا، وتعافى منهم ما يزيد على 571 ألفا.

غضب ترامب لم يتوقف عند اتهام منظمة الصحة العالمية بالتقاعس والتأخر في إعلان حالة الطوارئ في أزمة كورونا، بل أعلن صراحة تعليق بلاده تمويل المنظمة، إجراء ربما لن يحل المشكلة بل يزيد في تفاقمها.

*كاتبة وإعلامية جزائرية


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي