إنْ في الأردن وإنْ في دولٍ عربية أخرى، وبالتأكيد في بعض دول العالم الثالث، هناك من يرى أن الإصابة بمرض الـ "كورونا" عيباً يجب التستر عليه وعدم الإفصاح عنه وهذا أدّى ويؤدّي إلى إنتشار هذا الـ "فيروس" الفتاك فعلاً على نطاق واسع وإلى إصابة "أسر" بكاملها ومناطق بأسرها ممّا إستدعى إلى فرض إغلاقٍ كامل لأيام معدودات وبخاصة في المدن الرئيسية التي في بعض الدول يصل عدد سكانها إلى الملايين .
لقد حدث هذا في الأردن ولايزال يحدث، وما ينطبق على الأردن ينطبق على دول عربية أخرى بالتأكيد ممّا جعل مواجهة هذه الآفة الفتاكة في غاية الصعوبة وأدّى إلى إصابات قاتلة حتى بين الأطفال الصغار وبالطبع بين المسنين والكبار الذين تتجاوز أعمارهم الستين عاماً وممّا جعل هذا الوباء تصعب السيطرة عليه وجعله ينتشر في بعض المناطق التي من المفترض ألاّ ينتشر فيها إنْ داخل المدن الكبيرة وإن داخل القرى البعيدة.
والمفترض أنْ يأخذ هؤلاء بعين الإعتبار أنّ الإصابات بهذا الـ "فيروس" القاتل لم توفر في العديد من الدول الأوروبية، مثل بريطانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة كبار المسؤولين، وهنا وعلى سبيل المثال لا الحصر فإنّ المعروف أنّ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد أصيب بهذه الآفة وكاد أن يفقد حياته ومعه بعض وزرائه وهذا ينطبق على الولايات المتحدة الأميركية.
ولهذا فإنه كان مفترضا عربياًّ أن يتم التعامل مع هذه المسألة على أساس أنّ هذه الـ "جائحة" المرعبة لا توفر أحداً وأنه كما يصاب بها المواطن العادي يصاب المسؤول الكبير الذي يضطر إلى التواجد بين أبناء شعبه وبالطبع فإن هذا ليس مفروضاً ولا مطلوباً ولكنه قد يحدث عندنا كما حدث ويحدث في العديد من الدول الأوروبية.
والمشكلة أنّ إعتبار أنّ الإصابة بهذه "الجائحة" عاراً وعيباً قد أدّى إلى إنتشارها على نطاق واسع وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ معظم الإصابات بين الأردنيين قد كانت نتيجة "تسلّل" وافدين من الخارج مصابين بهذا الـ "فيروس" القاتل وهم يعرفون ذلك ولكنهم لم يتقوا الله بأهلهم وذويهم وأقاربهم ومعارفهم وشاركوا في تجمعات ومناسبات ضمّت المئات وكانت النتيجة أنْ إنتشر هذا الوباء في مدن كاملة من بينها على سبيل المثال لا الحصر مدينة إربد الشمالية التي يبدو أنها قد تخلصت منه ..والحمدلله.

