: آخر تحديث

أسبوع التصميم

2
2
2

يبدو الاسم غريبا، لأن التصميم له أكثر من معنى في اللغة العربية. Design، بالإنجليزية هي الكلمة المقصودة، أفكر في أحيان كثيرة في الكلمات العربية الجديدة التي جاءت ترجمة لكلمات أجنبية، الكلمة ليست جديدة، لكن تعريفها أصبح جديدا، نحن نعرف التصميم كدليل على التمسك بأمر ما، لكن التصميم بمعنى وضع فكرة أو خطة لتنفيذ عمل فني أو إبداعي متى بدأ، وكيف تم الاتفاق عليه، هذه تساؤلات الكاتبة، لكن الفنانة داخلي لا تفكر، فقط تسير وسط الإبداعات وتنبهر، وهذا ما فعلته حين زرت ثلاثة مواضع تعرض تصاميم مختلفة لمصممين مختلفين ضمن أسبوع التصميم في حي الزمالك في القاهرة، صمم حتى أراك، هذا كان عنوان الأسبوع، عنوان إبداعي بحد ذاته، ويعني الكثير لكاتبة مثلي.

بدأت الرحلة بمكتبة القاهرة الكبرى، وتم اختيار هذا الموقع كي يكون معرضا للتصميم قام على أساس العودة بالزمن إلى أصل القصر الذي تقام فيه المكتبة الآن، حيث عاشت فيه الأميرة سميحة كامل، وهي نموذج للمرأة المثقفة العصرية، الرائدة في الثقافة وفي الفن، مسألة تجعلك تفكر في كل الأسماء النسائية الرائدة التي لم تسمع عنها يوما. الأميرة سميحة كما عرفت من تلك الجولة، كانت تمارس النحت، تحب القراءة، وتمارس الكتابة، وأقامت مرسما لتعليم الفتيات فن النحت، والمعرض المقام كان محاولة لترجمة الحياة اليومية للأميرة.

المحطة الثانية كانت زيارة لقصر آخر يعود أيضا لامرأة هو قصر عائشة فهمي، وهي ابنة أحد باشوات العهد الملكي في مصر، القصر تحفة من التحف، تقع حديقته على النيل مباشرة، ونظرا لمساحته فقد ضم الكثير من التصاميم المختلفة التي تعود إلى فنانين كثر، بالإضافة إلى معرض صور فوتوغرافية، ومعرض نحت أنشئ في الحديقة، القصر في حد ذاته وبدون التصاميم التي توزعت في أرجائه هو تحفة معمارية، ربما لذلك كنت موزعة بين رغبتي في تخيل القصر بدون التصاميم المعروضة التابعة لأسبوع التصميم، وذلك كان خطئي أنا التي لم أحرص على زيارته من قبل، وكانت هناك طبعا الرغبة في الاستمتاع بكل ذلك الفن بدءا بالمساحة الخضراء الصاعدة إلى الأعلى مرورا بالأزياء المستوحاة من القرن الماضي إلى المجوهرات والزجاج وحتى أدوات المطبخ.

المحطة الأخيرة التي زرتها كانت متحف الخزف الإسلامي والذي ضم أيضا عددا من تصاميم المفروشات والأزياء.

ما زرته كان مساحة ضئيلة من الأسبوع، لأن الزمالك كلها كانت تحتفي بهذا الأسبوع، هناك عشر محطات أخرى ربما كانت أصغر لكنها كانت جزءا من الأسبوع.. هناك أيضا مواضع في وسط البلد، وأخرى في هليوبوليس مصر الجديدة، كانت من أساس الأسبوع.

من الجميل أن تشهد الجمال يتوزع في مدينة تحبها.. أغادر الآن لمدينتي جدة، لأشهد جمالا آخر أوافيكم بأخباره الأسبوع القادم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد