عبدالله خلف
اعلموا أنه لم يُبتل أحدٌ من أهل المروءات والأدب وأهل التظرُّف والأرب وما امتحن الفتيان ببليلة هي أعظم من هوى القيان، لأن حبهنّ حب كذوب وعشقهن عشق مشوب، وهواهن والٌّ على الملل ليس بثابت ولا متصل، وإنما لطمع أو غاية، يستدل على ذلك، بأفعالهن الردية وأخلاقهن السيئة وأنهن لا يقصدن إلا أهل النشب، ويبحثون عن أهل الحسب والنسب
أنشد بعض الظرفاء..
ليس عشق الإماء جاز لمثلي
إنما يعشق الإماء العبيد
صِلْ إذا ما وصلت حُرة قوم
قد حماها آباؤها والجُدود
بأحسن الوجه سيئ الأدب
شِبْت وأنت الغلام باللعب
يا ويك إن القيان كالشَّرَك الـ
منصوبِ بين الغرور والعطب
لا يتصدين للفقير، ولا
يرمقن إلا لمعادن الذهب
إذا تعرضت للقيان
فمثل الفقر بالعيان
واعزم على فلسفة اسفا
أمضى من السنان
مازال يصبو إلى خلوب
تغنى به فوق كل غان
اتخذته عشيق مال
أضحت تهواه باللسان
مسموعة غنت فملتُ بمهجتي
إليها لألهو.. والمزاح بسيط
فقالت على اسم الله ثِق بمودتي
وصاف كما صافى الخليط خليط
فأعرضتُ عنها وانقبضت كأنما
علتني لديها نعسة وغطيط
فقلت تراني وبك أعشق قينة
لها كل يوم صاحب وربيط
إذا خرجت من مجلس وتبدلت
سواه بديلاً أوّلون (نبيط*)
*(النبيط): ينسب إلى البلاد التي فتحها المسلمون حديثاً وهنا يقصد العراق (الظرف والظرفاء) تأليف أبي الطيّب الوشاء، صفحة 199.

