عوض بن حاسوم الدرمكي
قام عالما الرياضيات، ميريل فلود، وميلفين دريشر، بوضع فرضية عام 1950 طورها لاحقاً جون ناش في أواخر القرن العشرين اسمها «معضلة السجين» Prisoner’s Dilemma، ومضمونها أنه لو ألقت الشرطة القبض على شريكين من اللصوص، وتم التفاوض معهما على انفراد بهذه الخيارات:
تُفاجئنا الأخبار بأن الذكاء الاصطناعي لم يعد بعيداً عن الوصول لمرحلة الاستقلال التام بالتفكير من خلال ما يعرف بـ AGI، فسام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI قال قبل أسابيع:
مدينة الآيفون التابعة لشركة Foxconn بمدينة زينغزو الصينية، تحولت لمدينة روبوتية كاملة، وأعلن رئيس الشركة أنهم سيستبدلون معظم العمال البشر بروبوتات وبمعدل 10 آلاف روبوت سنوياً بالتعاون مع شركة NVIDIA الأمريكية.
التوقعات أنه بحلول 2030 ستكون الروبوتات مألوفة في الرعاية الصحية والزراعة، وبدء بزوغ «حضارة آلية» منفصلة أو قيادية الحضور، فخبير المدن الذكية الشهير أنتوني تاونسند يقول إن مدن المستقبل لن تدار بالبشر ولكن من خلال طبقات متتالية من الخوارزميات.
البعض يحاول أن يصور فقدان مليوني وظيفة في سنة واحدة، بأن الأمر أشبه بعصر تحول البشرية من الزراعة إلى الصناعة، لكن ما يتناساه صاحب هذا الرأي أنه في تلك الحالة، انتقلت الوظيفية من بشر إلى بشر، وهنا انتقلت من بشر إلى آلات.
فقدان الوظائف يعني ازدياد البطالة، والبطالة تؤدي لارتفاع معدلات الفقر، وارتفاع معدلات الجريمة من سرقة وقتل وتجارة بشر وممنوعات، وتوترات مجتمعية كما حدث من عمال «أمازون» ضد الروبوتات، والإضرابات التي حدثت أوروبياً ضد ما يسمى AI Act.
الروبوت لا يشتري ولا يدفع إيجار ولا يأكل في مطعم ولا يتسوق من سوبرماركت ولا يحجز تذكرة طيران، وغالبية البشر ستعاني مستقبلاً من أجل لقمة، ستكثر المنتجات وقد تكون أرخص، لكن لن تجد من يشتريها، والقضية ليست نظرة تشاؤمية.

