: آخر تحديث

العروبة

1
1
1

سارة النومس

مهما طالت الأيام وكبرت قوة العدو، ووقف العالم ضد الإنسانية، مازلنا نرفع أيادينا للمولى، ندعو لغزة ولأهلها مما أصابهم، ونرجو الله أن يُحرّر فلسطين من العدو الصهيوني، وأن يحفظ قطر وأهلها من كل مكروه... آمين.

إن كثرة اللوم وضعف الأمل، وضعا العالم العربي في خانة حزينة، ضعيفة وقليلة الحيلة... الغالبية تتراشق اليوم بالاتهامات ولوم الآخرين على التقصير في حق غزة... المقصّر يمسك الهاتف ليتابع كما هو حال اللائم، كثرة العويل والصراخ والاتهامات لا تُحرّر الأوطان، بل تزرع الفتن والشعور بالنقص والضعف، حتى ان كان العدو ضعيفاً فسيبدو قوياً أمام الشعوب العربية اليائسة.

بحثت في محرك البحث في شبكة الانترنت عن تغيّر الرجل العربي، ولماذا أصبح ضعيفاً مقارنة بالرجل العربي سابقاً. المقاتل والمواجه الذي لا يخاف المعارك، أليس كذلك؟ وكانت الإجابة أن الموضوع معقد ولم يحدث بصورة مفاجئة، فلقد لعبت العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانقسامات وغيرها، دورها في تغير صفات الرجل من الشجاعة الى الضعف.

أريد الحديث عن عوامل بسيطة، في السابق لم يكونوا بحاجة لدراسة اللغة العربية، فهم يتقنونها باحتراف... اليوم تتعارك الشعوب مَنْ فيها الأقرب الى اللغة العربية الفصحى؟ والأفضل هجرها وتعلم الإنكليزية.

كلما زاد التعليم في العالم العربي زادت العقد النفسية التي كنا نراها سابقاً في الأفلام الأميركية وأصبحت واقعاً مفروضاً علينا لم نكن نراها سابقاً، أو العكس تماماً، منها الجهل والتخلف اللذان ينتج عنهما مواطن لا يستطيع النقاش إلّا بالشجارات وتبادل الضرب.

الأعظم من ذلك المخدرات التي تلعب دوراً كبيراً في إضعاف العقلية والقوة الجسمانية وانتشار الجريمة، وبالتالي إضعاف الدولة.

الخطاب الديني لم يعد قوياً، وله مكانة بين الناس اليوم، للأسف، وأنا أتحدث عن كل الشرائع السماوية. والمشكلات التي تُعاني منها كل أسرة عربية أحياناً من فقر أو شاب يصارع الإدمان، وفتاة تطمح للثراء من التواصل الاجتماعي... حلم كل أسرة عربية اليوم هو الثراء.

حياتنا اليومية لا تعطينا مؤشرات مبشرة بأننا سنكون خير ناس لتحرير فلسطين أو النهضة العربية... وهل تتخيل أننا يوماً ما سنكون العالم الأول في كل شيء؟

ابدأ بنفسك وبيتك ليتغير العالم العربي بشكل أفضل، ولا تسبّ العروبة التي هي أنت.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد