سارة النومس
مقارنة بسيطة بين طفلين، أحدهما يبكي بشدة بسبب سحق والدته لنملة من دون عمد، كان يراقب رحلة بحثها عن الطعام لمدة طويلة، وها قد أنهت والدته حياة مخلوق كان يسعى للعيش.
طفل آخر يبحث عن القطط والكلاب وأنواع مختلفة من الحيوانات كي يجرب بها أنواعاً مختلفة من التعذيب والقتل. هنا تستطيع قراءة البيئة التي يعيش بها هذان الطفلان، وربما نوع التربية وشخصية الوالدين.
أغلب القتلة المتسلسلين كانوا يمارسون قتل وتعذيب الحيوانات في البداية بمساعدة ذويهم أحياناً، وما إن يتشبعون بتلك الممارسات ينتقلون لتطبيقها على الإنسان.
يتحدث كثيرون اليوم عن وضعهم الاجتماعي وحالتهم النفسية ويقرأون الماضي عندما كانوا يتعرضون للعنف من الأم أو الأب. بل واستطاع آخرون أن يبحروا أكثر في ماضي وطفولة أبويه وسبب وحشيتهم التي غالباً ما تكون ناتجة عن تربية قاسية، بعضهم يشعر بالارتياح من معرفة السبب والبعض الآخر يفضل أن يكون «ضحية» مجتمع فيتحول إلى قاتل أو معذب لأولاده مورثاً العنف للأجيال التي تليه والتي أراها نوعاً من الأنانية.
فالأبوان الطبيعيان يحرصان دائماً على أن يكون أبناؤهما أفضل منهما. بعضهم يرفض تدخل الناس في حياته فيعيش بسلام في وحدته.
ما يجعل المرأة تنجح في إدارة بيتها، ليس العاطفة بل تعاون قلبها مع عاطفتها كي تعيش الأسرة بصورة طبيعية خالية من الشوائب. والعاطفة الزائدة التي أحياناً تكون مدمرة للأسرة، وكأن الأم تقف على قمة جبل عالٍ تدفع بيتها بمن فيه إلى الهاوية، هكذا تصبح المرأة المعتمدة بشكل كامل على عاطفتها وهكذا سكون الفرق بينها وبين المرأة الناجحة في بيتها وإدراته.
قالت لي صديقة إن زواجها الأول كان كالكابوس في حياتها، وبعد سنوات عدة تيقنت أنها كانت تعيش ضحية عنف أسري، وأنها كانت تنتظر الإشباع العاطفي من رجل لم يكن مستعداً لتقديمه لها. كانت تعلم أن النضج الذي وصلت له قد لعب دوراً مهماً في تقويم شخصيتها واختيارها المناسب في الزواج الثاني من رجل يساندها عاطفياً ومعنوياً، فهما يبحران الآن في سفينة تبحر للوصول لا للغرق.
كانت تعامل نفسها على أنها ضحية في التجربة الأولى، أما في التجربة الثانية فهي ترى نفسها مقاومة وشخصية ترفض الاستسلام والخضوع.
تستطيع أنت أيضاً أن تقرر لنفسك!