عبده خال
ما الذي يحدث؟
سؤال يتسع ويجوب كل الديار حين يجول وميض الفلاشات بين وجوه الفاشينيستات المتصدرات لافتتاح صرح طبي.
وما نشرته صحيفة «عكاظ»، كتقرير لما حدث في ذلك الصرح الطبي من إسفاف، وما قاله الناس في مواقع التواصل عن ذلك التجاوز للرسالة الطبية الإنسانية لن يغلق الأفواه المستغربة لما حدث.. وأصبح علينا فتح أفواهنا جميعاً وصفق اليد باليد.
والسؤال هنا ليس استنكارياً وإنما استيضاح، هل سلك الإعلان الترويجي كل الحدود لتصبح أهم المنشآت الصحية الإنسانية ميّالة إلى جذب الزبائن من خلال الوجوه النسائية ( الفاشينيستات)، كجهة ذات مصداقية عالية لحسن خدمات تلك المنشأة؟
أصبح علينا، وفي كل حدث مستغرب أن نقول، إن زمن السلم المقلوب يتجسد من خلال هؤلاء المشاهير، وكلما قلنا إن محاولة القضاء على هذه الظاهرة لن تكون ذات جدوى ما لم يقرر المجتمع إرخاصهم بعدم متابعتهم، فهم يسوقون الإسفاف من خلال عدد المتابعين لهم، وكلما انحصر عنهم عدد المتابعين دنت شهرتهم، فهل نُوقع اللوم علينا كوننا قمنا بتسمينهم للحد الذي جعل الفرد منهم متأكداً أن عليه التسويق للهايفة، كواجب يُشكر عليه..
وأحياناً تستعيد توازنك لما تطالب به، كون جهات ذات ثقل اجتماعي تستعين بمثل هؤلاء المشاهير لترويج ما تنتجه من خدمات؛ لأن الجميع اعترف بهؤلاء حالةً ترويجيةً ضروريةً.. تستعيد توازنك وتستطيب خاطرك أنك أشبه بمن يصارع طواحين الهواء، ومن الفطنة ألا تفعل ذلك، وليس أمامك إلا المشاهدة والتأكد من أن شهر رجب لم يعد جالباً للعجب.
وأجد نفسي أنهي هذا المقال بجزء من تغريدة حبيبنا الدكتور حمود أبو طالب حين قال:
حين يختلط «الأبيض» الطبي بألوان «الفلاتر»، ينهار الخط الفاصل بين العلاج والاستعراض، وتصبح الإنسانية نفسها بحاجة إلى إنعاش.

