: آخر تحديث

السردية السرّية.. والدفاع الوطني عن الهوية

4
4
4

عبده الأسمري

كتبت في أكثر من مقال سابق عن أهمية الحفاظ على «التماسك» الاجتماعي وضرورة الدفاع عن «كيان» الهوية الوطنية بمعناها «الشامخ»، وأكدت كثيراً أنها العنوان الأمثل والمعنى السامي والاتجاه الموحد الذي يعكس رقي وتنمية الإنسان ونماء وتطور المجتمع وسموه وسواء السلوك، ويبقى الحفاظ عليها مسؤولية فردية ومجتمعية ووطنية تعكس أهمية الالتزام وحتمية الانضباط من قبل الفرد والجماعة لأنها تمثل اتجاهات الأزمنة ودلائل الفلاح في الماضي والحاضر والمستقبل. شاهدنا تصريح «المتحدث الرسمي باسم أمن الدولة» في ندوة الإرجاف التي شهدتها القصيم مؤخراً الذي أكد فيه (أن هناك سردية موجهة ضد المملكة تسعى لإبعاد الأفراد عن هويتهم وقيمهم وثقافتهم، مشدداً على ضرورة الحذر من الآراء والمواقف الموجهة بوصلتها خارج الوطن).

لقد نظرت إلى التصريح من خلال «عناوينه» وتفاصيله وعلى ضوء «مضامينه» وتفصيلاته في «اتجاهين رئيسيين» من خلال رؤيتي كمواطن «غيور» ووطني حتى «النخاع»، وكاتب رأي وإعلامي كنت شاهداً على «الكثير» من التحولات والرؤى التي كان يستخدمها «الأعداء» لهدم «النسيج» الاجتماعي واستخدامهم «المؤثرات الفكرية» واستهدافهم «التغيرات الحياتية» وتسخير «الخلايا» المنظمة في استخدام «الإيحاء» وتوظيف البناء «القصصي» والميل إلى تشكيل «المشاهد» المكذوبة والخطاب الإعلامي المضلل للتأثير على «الهوية» واللعب على «وتر» القيم والنيل من «مكامن» القوة، والعمل على «زعزعة» الثبات فيما يخص «مقدرات» الوطن وقوته وتماسكه مما يثير «موجة» من انخفاض معدلات «الثقة» وتباعد المسافة بين التوقع والواقع.

تذكرت أن العدو يمعن في تنظيم «الحيل» بتخطيط «مفصل» وهو ما ذكرته وأكدت عليه سابقاً؛ لذا علينا أن ننظر بمجهر «الوعي» على تلك «المسالك» والتصرفات التي أدت إلى تلويث أجواء الصواب وتعكير صفو المنطق بعد أن وجه أعداء «الوطن» سهامهم المسمومة لإصابة «مواطن» العقل في مقتل في حرب «سرية» تبدأ من «ظلمات» الاحتيال مما ينبئ بتحديات «خطيرة» قوامها «التحدي» ومقامها «التصدي» لمنع أي فتن تحيط بالمجتمع وتنوي المكوث في جنباته كظواهر اجتماعية، أو أورام سلوكية يصعب اجتثاثها إذا قوبلت بالصمت والقبول والممارسة.

يستخدم الأعداء البناء الروائي الاحتيالي وتوليف «النماذج» الوهمية وتشكيل الدعايات «المغرضة» والحملات المشوهة في «مقام» سردية سرية «خفية» تتجلى جهراً في فضاء «الحذر» وتقتضي الالتفات إلى مكامن «الخطر» القادمة من كل الاتجاهات مع ضرورة التمعن في الأخطاء وتحييد كل التصرفات التي تسيء إلى هويتنا وعاداتنا وطبيعتنا والوقوف بحزم والمضي بعزم لوضع الأسس «الكفيلة» بتأصيل الأركان التي يقوم عليها «صرح» الهوية مع ضرورة الاعتماد على منهجيات «الدفاع الوطني» من خلال التوجه الإعلامي وحشد «مقومات» التصدي لكل «المخاطر» التي يحيكها أعداء «الوطن»، وقد تنتشر من خلال سذاجة أو رعونة «شرائح اجتماعية» لا تعي بأهمية «الموقف» وضرورة «الثبات» مع ضرورة منع دخول هذه الحيل في نسيج «المجتمع» من خلال ثغرات بالداخل يجب الانتباه لسدها ومنع اختراقها والأمر يسري على توظيف «الثقافة» الوطنية وتسخير «مهارات «التفاعل والتواصل بين قطاعات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والتعليم العام والعالي ومنابر «الجوامع» لتوحيد «الصف» ومنع موجات «الإرجاف» التي قد تؤدي إلى سلبيات مجتمعية وعوائق تنموية. يجب أن يتم تحليل «تصريح» أمن الدولة بشكل استراتيجي وأن تتشكل على ضوئه «دراسات اجتماعية» و«أبحاث مجتمعية» ترصد «الأمر» بلغة واضحة وبنهج علمي، وأن يتم تشكيل «لجان عمل» على مستوى الوزارات المعنية، وأن يتم اختيار فرق عمل قادرة على وضع «التوصيات « الشافعة مع ضرورة تشخيص «الواقع» من عمق «الأضرار» إلى أفق «الحلول» وأن يتم الشخوص على «الثغرات» و«الفراغات» التي يمعن العدو في استغلالها لبث سمومه نحو «الهوية»، وأن تدرس وتحلل كل أساليب «المكر» وموجهات «الخداع» التي توجه إلى المجتمع لوقفها مع أهمية استخدام «الدفاع المضاد» واستخدام وسائل «التثقيف والتوعية» لرفع مستوى الوعي المجتمعي لمواجهة هذه الهجمات الخارجية المنظمة حفاظاً على وطننا ومقدراته وماضيه وحاضره ومستقبله «المشرق».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد