: آخر تحديث

غرائب الفتيات

5
4
4

سهوب بغدادي

فيما تسود فكرة حول الفتيات عن رقتهن المتناهية وخوفهن من بعض الأمور كالحشرات وبعض الحيوانات، وأشهر مثال «الصرصور» ذلك الوحش غير الفتاك، إلا أنه يظل مرعبًا خاصةً في حال حصوله على رتبة طيار!

بغض النظر عن تلك الصورة النمطية المعهودة عن الفتيات، فلقد شهدت بأم عيني فتاةً مختلفة بالكلية، إذ وجدتها ترتدي «بروش» دبوسًا على هيئة عنكبوت، وتلبس خاتمًا على شكل «جعران» نوع من أنواع الخنافس، فقلت لها: إنني خائفة! فقالت لي سارة الخميس بدهشة: لماذا؟ إنني أحب الحشرات وأقوم بتربيتها منذ الصغر!

والأمر الذي زادني دهشة أنها ترى جمالها وبديع صنع الخالق في ألوانها وأشكالها، بل إنها كانت تربي عقربًا وعنكبوتًا داخل غرفتها! كما تقوم بإطعام الفراشات والعث في موسم الربيع عن طريق وضع المربى على إصبعها وإطعام تلك المخلوقات..

وأما ما يتعلق بالعناكب فإنّ لها غذاء خاصاً، فجأةً، قاطعت دانة حديثنا قائلة: نعم، العناكب مذاقها كالمانجو! لقد أثارت في نفسونا أنا ومربية الحشرات سارة التعجب، وأخذت المحادثة منحًى غير معتاد، ما بين تربية الحشرات وأكلها، فقلت لدانة، ألا تخافين من الحشرات، فقالت: نعم، لذلك آكلها!

يا إلهي، إنّ سارة تحب تربية الحشرات، ودانة تحب التجارب الغريبة من باب الاستكشاف والمعرفة، لا أخفيكم أنني بعد ذلك اللقاء بت لا أهيم في فضاءات الصور النمطية ولا أصدقها بالكلية، بالطبع، قد تنطبق النمطيات على البعض لا الكل، لذا يجب أن نبقي على تلك المساحة المرنة لاستيعاب اللامنطقي في الحياة بشكل عام، وبالنسبة لسارة ودانة فإنني سعيدة بهن وباحتضانهن لتفردهن في إطارات غير تقليدية، وعدم خجلهن من ذلك.

«من الغرابة ألا تكون غريب الأطوار» - جون لينون.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد