عماد الدين أديب
زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة لواشنطن هي زيارة بالغة الأهمية؛ لأنها تتعلق بــ 4 ملفات جوهرية ومفصلية في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، ولها أيضاً آثارها على الوضع الأمني المتوتر في المنطقة.
يمكن تحديد هذه الملفات على النحو التالي:
أولاً: ملف تنفيذ مبادرة ستيف ويتكوف التي قدمت للجانبين؛ إسرائيل وحماس.
أعلنت إسرائيل موافقتها على الاتفاق، كما قدمه ويتكوف، والذي ينص على تبادل الرهائن بالمعتقلين الفلسطينيين مقابل إيقاف إطلاق النار لمدة 60 يوماً.
وكان مطلب حماس الرئيسي أنها تشترط أن ينص الاتفاق على إيقاف كامل لإطلاق النار مع انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية.
الملف الثاني: هو ملف التعرفة الجمركية التي فرضها دونالد ترامب على كافة الواردات التي تدخل الأسواق الأمريكية.
وحاول نتانياهو في هذه الزيارة، وخلال لقاءاته مع مديري التجارة والخزانة الأمريكيين، أن يعود «الشريك المثالي» للولايات المتحدة الذي يرى أحقية كبرى ومنطقية في قرار الرئيس، وأعلن نيته للتوصل من خلال المفاوضات إلى تعرفة مناسبة ومرضية للطرفين.
الملف الثالث: هو ملف اليوم التالي في غزة، أي بعد توقف إطلاق النار.
وأيضاً ملف اليوم التالي في التعامل مع المشروع النووي الإيراني، حيث يربطهما نتانياهو ببعضهما البعض على أساس أن العدو الحقيقي لإسرائيل هو إيران قبل حماس.
الملف الرابع: مشروع الدعم الداخلي المتبادل بين نتانياهو وترامب، بمعنى جهود نتانياهو في تعبئة اللوبي اليهودي والصهيوني في واشنطن، لدعم مرشحي ترامب في انتخابات التجديد النصفي في مجلس النواب، وتجديد ثلث الأعضاء في مجلس الشيوخ، ذلك مقابل استمرار قيام ترامب بدعم نتانياهو في معاركه الداخلية الخاصة بجرائم الفساد، وأزمة الرهائن والحفاظ على تماسك الائتلاف الحاكم.
هل نجح نتانياهو في أخذ جهود ومزاج ترامب المتقلب والمتغير لصالحه؟
الإجابة الكاشفة سوف تثبتها تحركات الأيام المقبلة في المنطقة.