حمد الحمد
أعترف أنني لستُ من ربع البحر، ولا من ربع الحداق، لهذا لا أفهم أي شيء في هكذا أمور، لكنّ أستاذاً فاضلاً زميلاً لي في إحدى الديوانيات نبّهني لأمر يشغل باله ومقلق، وقدم لي ملاحظاته مكتوبة، ووجدت أنها تستحق أن تصل لأي مسؤول.
أطلقت على مقالي (غزوة الطراريد)، وأستاذنا يقول: إنها ظاهرة مقلقة في أغلب المناطق السكنية التي تم تخطيطها على أكمل وجه، وهذه الظاهرة تشوه التخطيط السليم بوجود قوارب الصيد «الطراريد» والنزهة أمام المنازل ومواقف السيارات وفي الساحات في المناطق النموذجية هذا منظر يشوّه وجهها.
يقول أستاذنا الكريم إنه رصد بنفسه ما يُقارب 25 قارب صيد في قطعة سكنية واحدة، تلك القوارب أو الطراريد محملة على عربات حديدية ومحملة بوقود سريع الاشتعال ومكائن ضخمة.
ويقول أستاذنا: إننا نجد بعض العذر لأصحاب تلك القطع البحرية ويتمثل ذلك في عدم وجود أماكن لوقوف تلك القوارب والقطع الأخرى فيها وارتفاع أسعار استئجار المراسي في الأندية البحرية وقلتها، ما يستدعي سرعة مبادرة الحكومة إلى إنشاء المزيد من الأندية البحرية، أو مجرد مراسي وتأجيرها إلى ملاك القوارب وفق اشتراطات أمنية وبيئية صارمة، أو تخصيص بعض الأراضي للقطاع الخاص لاستثمارها كمواقف لتلك القطع البحرية مع توفير الحماية والحراسة لها وفق أعلى المعايير.
ختاماً، لا نلوم المواطن الذي لا يجد له مرسى أولا لقلة المراسي وارتفاع أسعار الاشتراكات. لهذا، الحل المقترح أن تخصص بعض المساحات الخالية في المناطق بإدارة الجمعيات أو شركات وتكون داخل أو خارج المناطق وبرسوم معقولة.
حينها نمنع تلك الظاهرة التي تكبر وتكبر وتشوّه المنظر الحضاري لمناطقنا، ونحد من ضررها على البيئة وخطورتها على السكان.
نتمنى أن تصل مناشدة أستاذنا الفاضل للمسؤولين ونوقف ذلك الغزو. نتمنى ذلك.