منذ سنوات، شاهدت فيلماً أمريكياً عادياً.. تخيلت ان ما فيه من وحي الخيال وأمر يستحيل حدوثه أو هكذا ظننته.
شخص يرتدي اللباس العربي أو ما يشابهه.. غترة (غطاء الرأس العربي) وله لحية يقف في غرفة عمليات عسكرية تحت الأرض. يتحدث بثقة عالية ويعطي الأوامر لإطلاق الصواريخ لتدمير مدن أمريكية. ثم تنتقل الكاميرا إلى رئيس أمريكي محاصر في عاصفة ثلجية، يأمر بضربة نووية مضادة.
ضحكت يومها وقلت خيال هوليوودي مبالغ فيه، بل قد يصل الي مرحلة الجنون.
بعد ما حصل في الحرب السريعة التي تبادلت إيران وإسرائيل الصواريخ ثم دخول أمريكا على الخط وإرسال القنابل الثقيلة بطائرات أثقل لضرب مواقع نووية إيرانية، تذكرت الفيلم وبدأت البحث في متاهات السينما الغربية عنه، اصطدت معلومة تفيد بأن الفيلم قد يكون اسمه (deterrence)، عرض عام١٩٩٠، تدور أحداثه حول أزمة نووية بين الولايات المتحدة والعراق.
هل ما شهدناه قبل أيام كان مصادفة، صواريخ تطلق من إيران بأوامر من قادة البلد الإسلامي الذين يرتدون اللباس الأقرب الى العربي.
تعودنا أن يُشاهد الجمهور الأمريكي فيلماً عن عربي يهدد بتفجير نيويورك، ثم يسمع بعد سنوات عن دولة شرق أوسطية يُقال إنها «تدعم الإرهاب» ومن ثم لن تشطح في عقله أي تساؤلات، لأن الصورة جاهزة في ذهنه، أما نحن فبالتأكيد سنفاجأ. وهذا ما حصل معي.
هل يمكن أن نعتبر ذلك فيلماً فقط، ام انه تمهيد لمخططات قادمة في إطار استراتيجيات مدروسة بعيدة المدى، تأخذ مداها في التخطيط والاعداد، والتنفيذ؟
لا اعتقد ان الغرب ينتج فيلماً بهذه الجرأة، آنذاك، عبثاً ولا يصنعون خيالاً سياسياً.
السؤال.. هل هم يختبرون عقولنا، ومن ثم ينتظرون لحظات الحسم ليحولوا سيناريوهات الأفلام إلى حقيقة وواقع؟
هذا ما فكرت فيه وأنا أشاهد تفاصيل الحرب بين إيران وإسرائيل التي تقف أمريكا وراءها، ثم ضرب الطائرات الأمريكية لمواقع نووية في إيران.
هم حين يكتبون الخيال يقصدون به المستقبل. أما نحن فنعيشه، ونظن أنه صدفة، ونقول: يا سبحان الله، شبيه جداً بالفيلم! وهذا ما حصل معي.
فهل كان ذلك فيلماً فحسب، أم كان تمهيداً سلساً لما يحدث اليوم؟
علينا أن ننتبه جيدا، أن الغرب لا يعبث حين يكتب.. وحين يحوّل ما يكتب إلى سيناريو ثم إلى فيلم.
إقبال الأحمد