إيلاف من الرباط: أفادت مصادر عسكرية من القوات المسلحة الملكية المغربية أن طائرة حربية من دون طيار "درون" تابعة للقوات المسلحة، رصدت العناصر المعتدية التي نفذت الهجوم الصاروخي على مدينة السمارة، الجمعة، وتابعت تحركاتهم بدقة عالية، قبل أن تطلق صواريخ موجهة دمّرت الهدف بالكامل، وأسفرت عن مصرع جميع الإرهابيين المتورطين في العملية.
ويأتي هذا الرد الحاسم في سياق تصعيد خطير، بعدما أقرّ التلفزيون الرسمي الجزائري، مساء الجمعة 27 يونيو، بتنفيذ جبهة البوليساريو هجومًا صاروخيًا على مدينة السمارة المغربية، مستهدفة، بأربعة مقذوفات، "بنية تحتية حيوية وسط منطقة آهلة بالسكان"، في ما اعتُبر اعتداءً إرهابيًا عابرًا للحدود.
وبثّت القناة الجزائرية الرسمية الخبر نقلاً عن ما يسمى بـ"الجيش الصحراوي"، في اعتراف واضح بدور جبهة البوليساريو الانفصالية، وتبنٍّ دعائي خطير يكشف تورط الجزائر الإعلامي والسياسي في دعم عمليات مسلحة تمس بسيادة دولة مجاورة.
المغرب يملك القوة ويختار الحكمة
ورغم ما تمثله العملية من استفزاز سافر، أكد مصدر عسكري رفيع أن المقذوفات سقطت في مكان بعيد عن السكان، ولم تسجل أية اضرار. وقال إن "المغرب يملك القدرة الكاملة على الحسم العسكري، وأن طلعة واحدة فقط كفيلة بإنهاء كل شيء"، في إشارة إلى الدقة والفعالية التي أثبتتها المسيّرات المغربية، لكن القيادة العليا للقوات المسلحة، تحت إشراف العاهل المغربي الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة، تفضّل التحرك بحكمة وضمن حسابات استراتيجية دقيقة، توازن بين الردع وضبط النفس.
وأشار المصدر إلى أن الوحدات العسكرية المغربية تتابع التحركات على مدار الساعة وتتوفر على معلومات استخباراتية ميدانية دقيقة، وتمتلك القدرة على الرد السريع في أي وقت تقتضيه الضرورة.
السمارة..المدينة التي لا تنكسر
ورغم القصف، ظلّت مدينة السمارة آمنة ومطمئنة. وقال محمد أمين الراكب، احد شيوخ القبائل الصحراوية، في تصريح ل "إيلاف"، عن اعتزاز سكان المدينة بثباتهم وارتباطهم العميق بالأرض، وقال "لم يهرب أحد، والمغاربة نصبوا خيامهم في موقع القصف، كي يبينوا للعالم فشل أطروحة الانفصاليين". وأضاف إن "سكان السمارة ثبّتوا أقدامهم بأرضهم، لأن الصحراء ليست شعارًا، بل دم وهوية. نحن لا نُفرّط في الأرض، لأنها امتداد للروح، لا مجرد جغرافيا".

سكان من السمارة يحجون إلى مكان القصف
وتابع إن "السمارة تعيش على وقع أوراش تنموية كبرى، في ظل العناية الملكية، وأن أعداء الوطن لم يستفيقوا بعد من وقع الانتصارات الدبلوماسية والتنموية المتتالية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة".
نحو تحرك دبلوماسي مغربي
شمل هذا الاعتراف العلني من الإعلام الجزائري وثيقة إدانة دامغة، سجلتها قوات حفظ السلام الأممية في الصحراء "مينورسو".
ويُرتقب أن تُفعل وزارة الخارجية المغربية أدواتها القانونية لتقديم هذا المعطى إلى مؤسسات الامم المتحدة، باعتباره دليلاً مباشراً على الطابع الإرهابي لجبهة البوليساريو، وتورط الجزائر في تغذيتها وتسليحها وترويج سرديتها العدائية.
وتأتي هجمات السمارة عقب تقديم النائب الجمهوري جو ويلسون مع النائب الديمقراطي جيمي بانيتا مشروع قانون مشترك بعنوان “Polisario Front Terrorist Designation Act” في 27 يونيو 2025 يطالب بتصنيف الجبهة كمنظمة إرهابية أجنبية .
ووصف ويلسون الجبهة بأنها “ميليشيا ماركسية مدعومة من إيران وحزب الله وروسيا”، وأنها تمثل “مواجهة استراتيجية للمغرب، الحليف الأميركي منذ 248 عامًا” .
يقترح المشروع إعلان البوليساريو تنظيمًا إرهابيًا أجنبيًا وفق قانون الولايات المتحدة.
ولا يصبح التصنيف تلقائيًا بمجرد تمرير الكونغرس، بل يتطلب تصويت الكونغرس، وموافقة رسمية من وزير الخارجية، بالاستناد إلى توصيات من وزارة الخزانة ووزارة العدل.
وبشأن التأثيرات المحتملة في حال التصنيف، تحدث محللون عن تجميد أصول جبهة البوليساريو الانفصالية داخل الولايات المتحدة، وتعطيل تمويلها عبر الدولار، وملاحقة جنائية لكل من يدعمها مادياً أو يشرف على أنشطتها داخل الولايات المتحدة . وقد تصل العقوبة إلى 20 سنة سجنا.فضلا عن تعقيد منح التأشيرات لداعمي الجبهة، باستثناء حالات إنسانية أو دولية (مثل موظفي الأمم المتحدة).
كما انه من شأن قبول المشروع ان يؤدي إلى ضغط دولي متزايد على الجزائر (الداعم الرئيسي لبوليساريو)، وفرض قيود على نقل الأسلحة والمساعدات.وتحجيم وجود البوليساريو في الفضاء الدبلوماسي والأفريقي، وتقويض رواية جبهة التحرير لصالح رواية المغرب.