أهداني زميل الدراسة وزميل العمل الصديق العزيز الأستاذ ناصر العديلي كتابا بعنوان (وقت للحب.. وقت للحرب). الكتاب كما يصفه الكاتب يتضمن قصصا معادة كانت ضمن مجموعة الكاتب (الزمن والشمس اللذيذة) التي صدرت عام 1985.
يخاطب المؤلف القارئ واصفا مؤلفه أو قصصه القديمة - الجديدة "ليس مهما أن تراجع تلك القصص التي كتبتها في الكتاب القصصي الأول (الزمن والشمس اللذيذة) لكن هذه المرة سنقرأها تحت عنوان (وقت للحب، وقت للحرب) هي نفس القصص، نفس الأفكار، نفس الخيالات لكنها بزمن وأسلوب آخر"، ويتابع المؤلف "الكاتب في قصصه لا يحكي لك عن الحب أو السعادة أو الحرب أو السلام، فوائدها ومضارها، الكاتب يتخيل ويرسم لك لوحات في الحياة، يصفها كما يراها من وجهه نظره".
الكاتب من خلال صداقتنا القديمة المستمرة أجده يمتلك مهارة جميلة فهو يعلق على الأخبار والأحداث أحيانا بعبارات تلقائية قصيرة طريفة ذات معنى، وهو في الكتابة يطرح القصص القصيرة وليس أصعب من الاختصار في الوصول إلى الفكرة.
سيجد القارئ في هذا الكتاب مجموعة من القصص القصيرة منها: تزامن الحب والحرب، التيه في التفاحة الكبيرة، رحلة عسل، البعثة، البرفسور، بقايا الطباشير، اللوحة، وقت للحب المتجدد.
يدخل القارئ هذا الكتاب كأنما يدخل حديقة متنوعة النباتات والورود، يقابله فيها الحب ليهرب من الحرب، يصافحه التعليم، ويتناول الإفطار مع الإدارة، ويتحاور مع المتاحف واللوحات الفنية، ويستمتع بالحديث مع أساتذة الجامعة الغربيين عن الثقافة العربية، والثقافات الأخرى. وبتأثير التخصص تفرض الإدارة نفسها على خيال الكاتب أو ذكرياته فنقرأ قصة بعنوان (الطاولة) وأخرى بعنوان (شبح المدير العام).
ينتقل خيال الكاتب أو ذكرياته بين ظروف حب وظروف حرب وتولد قصة بعنوان (تزامن الحب والحرب) وقصة (هموم صالح في شارع غربي)، حين وجد صالح نفسه في ندوة إدارية في دولة غربية عن السلوك والتعامل الإنساني، كان صالح الوحيد المشارك قادما من وراء البحار، يبدأ المحاضر الندوة بخبر انفجار في أحد الشوارع، كان صالح في هذه اللحظة تحت تأثير الإعلام الانفعالي المبرمج، ما جعله يشعر بعدم الاطمئنان خاصة بعد أن اتجهت أنظار المحاضر إليه.
بين ظروف حب وظروف حرب كتب الأستاذ ناصر العديلي القصص القصيرة الجميلة وأجمل ما فيها الإهداء الذي يقول فيه: "إلى روح والدتي نورة زيد العديلي، منبع الحب رحمها الله، تعرف قصصي ولن تقرأها".. إهداء يعلن انتصار الحب.