: آخر تحديث

آن الأوان للإصلاح الرياضي

4
3
1

موسى بهبهاني

القوانين الرياضية تحتاج إلى تغيير جذري لمواكبة التطور الكبير والمستمر، خاصة كرة القدم فهي كما قيل عنها (محبوبة الجماهير) التي تستقطب غالبية الشباب.

الرياضة تطورت من ترفيه إلى صناعة تعتمد على معايير فنية عالية، ويجب أن تدار كنهج يتم تحديد الهدف المطلوب منها، فهي ليست منصة للتطاول والصراعات نظير أهداف آنية محدودة لأفراد، بل هي إستراتيجية وصناعة مستقلة للكويت.

(تصريح رئيس اتحاد كرة القدم)

أعلن الشيخ/ أحمد اليوسف، رئيس اتحاد كرة القدم، إقامة دورة خاصة لفرق الأندية تقتصر المشاركة فيها على اللاعبين الكويتيين فقط تحت الفئة العمرية 20 عاماً، والهدف منها اختيار اللاعبين المميزين من قبل المدربين؟!

وأضاف أن في المباراة النهائية لكأس سمو ولي العهد التي أقيمت بين فريقي العربي والكويت، كان عدد اللاعبين الكويتيين الأساسيين المشاركين بالمباراة في كل فريق هو 4 لاعبين فقط!

بمعنى أن هناك 7 لاعبين غير كويتيين مشاركين كأساسيين في الفريق المكون من 11 لاعباً!

الخبر يدعو للغرابة!

أيعقل أن يكون عدد اللاعبين الأساسيين الأجانب في الأندية بتلك النسبة؟!

نتساءل هنا إن تمت إقامة الدورة الشبابية الخاصة للكويتيين، وتم اختيار المميزين منهم للانضمام إلى الفريق الأول، ألن يكون عدد الكويتيين المشاركين في الفريق لا يتعدى 4 لاعبين؟!

وذلك بسبب عدم اتخاذ القرار الحازم لحل أصل المشكلة.

-أليس من الأولوية العمل على تعديل القوانين الحالية؟

-لماذا لا يتم تحديد عدد 3 لاعبين أجانب كحد أقصى لكل نادٍ؟ وبذلك سيكون اللاعبون الأساسيون الكويتيون في الفريق 8 والأجانب 3؟

فالهدف اكتشاف المواهب الوطنية وصقلها بالمهارات لبناء نواة لاعبين مميزين للمنتخب الوطني.

(تصريحات غير موفقة)

مباشرة بعد إطلاق صافرة نهاية المباراة ، سمعنا تصريحات غير مسؤولة من البعض!

وللأسف استمرّت تلك التصريحات على فترات لاحقة (تراشق إعلامي، اتهامات، تحدٍ...) وكل ذلك أمر غير مقبول ومرفوض، فهي وصمة عار على الرياضة الكويتية.

أين دور الجهات المسؤولة عن القطاع الرياضي لوقف تلك السجالات الغريبة والعلنية والتي قد تثير الكراهية بين أبنائنا الرياضيين؟

(الرياضة رسالة محبة بين الجميع)

علمونا في السابق أن الرياضة هي المنافسة الشريفة وتقبل الهزيمة... وما يحدث الآن من بعض القائمين على الرياضة سيؤدي إلى ضياع أجيال تبحث عن مثل أعلى وقدوة، ولا تجد غير من يهتم بالفوز فقط وينسف التحلي بالروح الرياضية.

الرياضة ترويض للنفس قبل أن تكون حصداً للألقاب والكؤوس وفرداً للعضلات.

الروح الرياضية لها معنى عميق وأصيل، تترفع عن كل الصغائر التي تفسد معانيها وتخرج بها عن روح التنافس الشريف.

(الروح الرياضية)

ما أحلى هذه الكلمة! وما أجمل إيقاعها! وروعة معناها لما تتضايق أو تزعل من أخ لك في الأسرة، أو زميل في العمل، تجد أقرب من حولكم يقول لك (خلي روحك رياضية) مما يدل على عظمة هذه الكلمة، وعظمة محتواها الذي نتجاوز معه كل الاختلافات والنقاش الحاد الذى قد يفقد بعضنا سيطرته على نفسه ويتسبب في فقدانه لأخيه، من أخلاقيات الرياضيين التحلي بالروح الرياضية الأخوية.

أيام رابطة المشجعين القدامى للأندية كان عندما يخسر فريق ما، تصيح الجماهير بصوت واحد لتحية الفريق الخاسر، على سبيل المثال:

حيوا القدساوي حيوه،

حيوا العرباوي حيوه مصحوباً بالتصفيق الجماعي وهكذا.

فتلك هى الروح الرياضية الحميدة، الأندية كلها أبناء الوطن، والمنافسة تكون طيلة فترة المباراة وبعد إطلاق صافرة النهاية تجمعنا المحبة والأخوة.

(آن الأوان للإصلاح وحل الأندية)

1 - يجب تفعيل المراقبة والمتابعة والمحاسبة، والمطلوب من لجنة الانضباط بالاتحاد القيام بدورها المنوط بها لكل من يخرج عن جادة الصواب سواء كان بالقول أو الفعل.

2 - حل الأندية الرياضية لإعادة الهيكلة وتعديل مخرجات الجمعيات العمومية، فأعضاء الجمعيات العمومية الحالية في الأندية مجرد اعداد على الورق، فهم لا ينتمون للأندية، وكل ذلك يستدعي تعديل اللوائح الخاصة ووضع معايير فنية متخصصة لاختيار الأعضاء، والقيادات الرياضية الحالية في الأندية والاتحادات أغلبها ينقصها الكثير من مقومات النجاح، وتفتقر إلى وجود الكفاءات، فنادراً ما نجد خبرات أكاديمية أو ميدانية فيها، كما لا يوجد استشاريون متخصصون في الرياضة، كما لا تتم الاستعانة بذوي الخبرات من اللاعبين.

وهذا يرجع لأسباب كثيرة من بينها المصالح الانتخابية، غياب الشفافية، وعدم وجود الحوكمة التي تقتضي في بابها الأول الشفافية والنزاهة والعدالة، وهذا الأمر يخالف التطور الذي يستوجب الاستعانة بمختلف الطاقات والاسترشاد بجميع الآراء.

3 - تعديل النظام الأساسي يهدف إلى:

أ - كسر الاحتكار على الأندية.

ب - منع الترشح لمجلس الإدارة لأكثر من دورتين.

4 - الاهتمام بالأنشطة الرياضية المدرسية.

5 - الاهتمام بالأنشطة الرياضية في مراكز الشباب.

6 - العودة إلى النظام السابق (الكشاف المتجول) على الملاعب الرياضية في المدارس والمراكز والساحات العامة لاختيار اللاعبين الموهوبين ومن ثم الانضمام إلى الأندية.

ختاماً..

الرياضة أخلاق وروح رياضية وتنافس شريف فيجب الابتعاد عن الخصومات والتناحر على المراكز، فالهدف هو الارتقاء بالرياضة والشباب والوطن.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد