: آخر تحديث

«شراع»... رياح جديدة تُنفخ في شراع الإعلام الكويتي

7
5
5

محمد ناصر العطوان

قبل أسبوع أطلقت وزارة الإعلام الكويتية جائزة شراع للإعلام، ولم تكن «شراع» مجرد جائزة تُضاف إلى رفوف الوزارة، بل أصبحت نبضة قلب لإعلام يحتاج إلى من يمسك بيده ويقول: «أنت قادر»، وفئات الجائزة تكاد تُغري كل قلم يبحث عن ضوء أو مساحة تقدير، وكل عدسة تنتظر لحظة، وكل رسام كاريكاتير يخبئ سُخريته في درج المكتب، وكل تقرير استقصائي لم يُسلط عليه الضوء.

بالنسبة لي سعيد جداً أن فئات الجائزة خصصت نسبة من جوائزها للصحافة، فما بين أفضل كاتب عمود صحفي، إلى أفضل كاتب مقال نقدي، ثم أفضل صورة فوتوغرافية تقول ما لا يُقال، وصولاً إلى الكاريكاتير الذي يضحكك قبل أن يُبكيك، حتى التقرير الاستقصائي الذي يقلب الطاولة أو يعدلها له مساحة في الجائزة... هذه ليست منافسة عابرة، بل هي صفعةٌ ودية لمن يعتقد أن الإعلام الكويتي غارقٌ في الرتابة، وحركة في اتجاه تعزيز جودة المنتج الإعلامي الكويتي الصحافي في عالم تنافسي.

الحديث عن الجوائز المالية (من 3 آلاف إلى 6 آلاف دينار) قد يُشعل العينين، لكن الأهم أن «شراع» تمنحك شيئاً لا يُقدَّر بثمن، وهو اعتراف بأن عملك ليس مجرد حروف أو بكسلات رقمية، بل رسالةٌ تصل، ودولة تُكرم وتقدر، ومساحة تنطلق منها، هي كمن يُمسك بيدك ويريك أن جداراً إعلامياً عربياً قادراً أن تَشقَّه من الكويت، شرط أن تُحسن الصنعة.

فدعوتي للكتاب والمصورين ورسامي الكاريكاتير والصحافيين الشباب، شاركوا... نعم، شاركوا! الموقع الإلكتروني لوزارة الإعلام لم يُصمم لكبار السن فقط، بل ستجدونه سهلاً، فقط اقرأوا الشروط (التي لن تكون أطول من شروط الزواج)، واختاروا فئتكم، وأرسلوا إبداعكم.

تحية لوزارة الإعلام التي فتحت نافذة، ولمعالي الوزير عبدالرحمن المطيري، الذي يعرف أن الإعلام ليس «برستيج» ومكاتب فاخرة، بل دماءً شبابية جديدة وأفكاراً تجعل القارئ يُمسك بالجريدة قبل قهوته... الجائزة ليست «هاشتاغ» لحملة موقتة، بل مشروعاً لصناعة إعلام كويتي مستدام رائد في صناعة المحتوى الهادف و يُشار إليه عندما تُذكر الجودة.

أيها الكاتب الذي يعاني من «بلوك» ورقي، ويا رسام الكاريكاتير الذي يخشى أن يسقط قلمه في الفراغ، ويا مصورَ اللحظات الذي ينتظر أن تُلاحظ زاويته، ويا صاحب التحقيق الذي تعتقد أن أحداً لا يعرف مجهودك... «شراع» فرصتكم. لا تتركوا الساحة لمن هبَّ ودبَّ، فالإعلام بحاجة إلى من يُحرك المياه الراكدة... بل ويجعلها تسير عكس التيار!

أخر موعد للتقديم هو 18 يوليو 2025م، وأسال الله أن يوفق إخواني الكُتاب الصحافيين... وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد