: آخر تحديث

«الثقة الدولية» كقوة ناعمة إماراتية

6
6
7

محمد خلفان الصوافي

. هذا الإبهار كان حاضراً في استقبال الرئيس ترامب في دولة الإمارات ليس فقط في حفاوة الاستقبال الذي يليق برئيس الدولة العظمى الوحيدة في العالم، بل في الرسائل السياسية الإماراتية إلى العالم على اعتبار أن الاهتمام الإعلامي العالمي للرئيس ترامب فرصة لتمرير الرسائل الوطنية للدولة التي يزورها.

ولكنها من نوع الغيرة المحمودة لدى الإعلاميين الباحثين عن التميّز والتفرد من منطلق صفتين هما جزء من التركيبة النفسية لأي إعلامي مهني. الصفة الأولى: الفضول الصحفي وهذا ما يجعل إعلامي يختلف عن آخر، وأظن أن في زمن البحث عن المشاهد لا من تطوير هذه الصفة كي تضمن المتابع.

ولكن في جانب آخر قد يفهم كذلك استفزاز الضيف وإعطاء مساحة له لتفسير قدرات وإمكانات دولة الإمارات في إبهار العالم، لأن عادة إجابة الضيف تكون على حجم ونوع السؤال، فالمحاور الجيد هو من يعرف كيف يستخرج من الضيف المعلومة، وهذا لا يتم إلا بالحوار التفاعلي والحضور الذهني للضيف.

ولكن بمجرد وصوله تغير الأمر ليبدو وكأن الجولة انطلقت من الإمارات ليس في حفاوة الاستقبال ولكن وهذا هو المهم، في الرسائل الدولية والإنسانية التي مررتها دولة الإمارات.

وذلك من خلال الرسالة الرمزية لجامع الشيخ زايد المحطة الأولى في زيارة الرئيس ترامب في الإمارات، فالمسجد ليس فقط للعبادة والصلاة بل يحمل أيضاً رمزية المعني الإنساني للجامع، خاصة وأن ترامب يعتبر من المحافظين دينياً.

وأما رسالة التفاصيل الأمريكية لمكانة الإمارات دولياً فتمثلت في الاتفاق على بناء مجمع الذكاء الاصطناعي الذي يعد الأضخم خارج الولايات المتحدة الأمريكية، مما سيسمح للإمارات استيراد شرائح متطورة بعضها يعتبر من المحظورات الأمريكية واستخدم حوالي نصف سكان الكرة الأرضية.

وبعد أن بينت الإمارات أن هناك علاقة خاصة بين القائدين الأمريكي والإماراتي من خلال الحديث الودي بينهما إلى درجة أن طبيعة التغطية الإعلامية الغربية تغيرت للجولة الخليجية، فبعد كل ذلك، علينا أن ندرك بأن الاختلاف بين دولة الإمارات وغيرها من دول العالم موضوعي ومرتكز على أسس عملية وقوية.

إن طبيعة العمل في العلاقات الدولية يحتاج إلى وضوح في المواقف خاصة في القضايا التي تخص الإنسانية وتحقيق الاستقرار والأمن الدوليين وهذا ما تفعله الإمارات.

ويحتاج هذا العمل أن يكون مستمراً، بحيث تستشعره المنظمات الدولية وتقتنع به العواصم صاحبة القرار الدولي، فيتحول الأمر إلى أن تكون الدولة محل ثقة المجتمع الدولي، وبعدها تتحول تلك الثقة لتكون قوة ناعمة تسخّر لخدمة الأهداف الوطنية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد