خالد بن حمد المالك
ها قد ودعنا رمضان
بعد أيام أكرمنا الله بصومها
وليال مكننا من قيامها
فما أسعدنا أن نسعى لرضاه
ونلبي أوامره وما نهانا عنه
* *
مضى رمضان
بين باكٍ على رحيله
وممتن على صيامه وقيامه
بين رجاء بالقبول
وفرح إذ أعانه الله على صيامه
* *
شهر زاد فيه المسلم من العبادات
واستلهم منه روحانية التقرب إلى الله
وقد تميز بما يريح النفس
ويكبح شهوة النفس
التزاماً
واستجابة
وطلباً لما يرضي الله
ويعمّق التقرّب إليه
* *
انقضى رمضان
وأحسب أننا نحن المسلمين لم نفرط
ولم نكن لاهين عن سنن الله
ونحن المتضرعين الضعفاء المتوسلين إلى الله
وكلنا لا غنى عن رضاه ومغفرته وعفوه
في الحياة
وحين نكون في القبر
* *
ما أعظمه من شهر كريم
فيه تكثر فرص التقرب إلى الله
وبه يكون مفرحاً وساراً عند وداعه
متى كان هناك قبول واستجابة ورضا عن العبادات
* *
فأكرِم به من شهر
فيه ليلة القدر
والحسنات الكبار
وإحياء الليل والنهار
في مشاهد إيمانية لا تتكرر
وعبادات تتضاعف
* *
هذا هو شهر رمضان
كنا قد استقبلناه بفرح
وها نحن قد ودعناه بما يستحق
وقد ارتفعت أصوات المصلين
في مساجد عامرة بهم
في كل بيوت الله
وحيثما كان المسلمون في دول العالم
* *
فاللهم يا رب يا كريم
اهزم إسرائيل
وأرها عجائب قدرتك
فقد بلغ عدوانها في هذا الشهر الكريم وقبله ما لا يمكن السكوت عليه
فأرسل يا الله جنداً من عندك
ممن لا قدرة لأمريكا وإسرائيل على مواجهتهم
* *
واللهم يا رب
تقبَّل صيامنا وصيام المسلمين أينما وجدوا
وقيامهم أينما كانوا
وأرضهم برضاك
ووفقهم بتوفيق من عندك
وألهمهم طريق النصر على عدوك وعدوهم
وزدهم قوة وبأساً بما يفرحهم
ويواسيهم عن جرائم أعدائهم
* *
ها قد ودعنا رمضان بالفرح والسرور كما استقبلناه
انتظاراً لعودته من جديد ممن له حظ في تكرار صيامه
فاللهم بلغنا شهر رمضان القادم
واكتب لنا فيه الأجر والرضا
وارزقنا نعيم الدنيا والآخرة
واعفُ عن تقصيرنا وتفريطنا
فأنت الرحمن الرحيم الغفور ذو العفو الكريم.