: آخر تحديث

اكتئاب العيد

4
5
4

سهوب بغدادي

حمدًا لله على التمام، تقبل الله منا ومنكم الصيام وصالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير، وعيد «سعيد»، عبارات نرددها ولكن هل أنت حقًا بخير هذا العيد؟ وهل هو عيد سعيد بحق؟ أتمنى ذلك، فيما ترتبط مواسم الأعياد والمناسبات الكبرى بمشاعر سلبية وغير محببة -حمانا الله وإياكم-، حيث يشعر الشخص بالخذلان والاستنكار من الذات؛ نظرًا لكون المناسبة سعيدة إلا أنه يشعر عكس ذلك، فتختلجه حالة من الحزن أو القلق، إذ تتفاقم هذه المشاعر بسبب أسباب عديدة منها التوقعات الاجتماعية المرتبطة بالنظرة المثالية، كالذي يسألك في كل عيد عن كل صغيرة وكبيرة في حياتك ولا تجد منه مهربًا، أو الذي يمتاز بخفة الدم الشديدة ويرشقك بتعليقاته الطريفة عن وزنك الزائد أو نحافتك أو موعد زواجك الذي تأخر كثيرًا من وجهة نظره، أيضًا قد يتسبب العيد بالشعور بالوحدة كحال المغتربين والمبتعثين -وفقهم الله- أو من فقد عزيزًا على قلبه وكل زاوية وتفاصيل ورائحة وطعم ولون وأشخاص يذكرونه بذلك الفقيد العزيز -رحمهم الله- على غرار الضغوطات الاجتماعية تبرز الضغوطات المادية كذلك، من عيديات وهدايا وملابس العيد وذلك أمر جميل إلا أن المبالغة غير محمودة، كما تتسم الأعياد بالتجمعات العائلية التي تنعكس سلبًا على الشخص الانطوائي أو الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي أو على الأقل بروز الخلافات، كذلك، إن قلة النوم وعدم انتظامه أحد أسباب المشاعر السلبية، فضلاً عن الغذاء والأطعمة غير الصحية التي ترتبط بالمناسبات الكبرى والأعياد، وتتعدد الأسباب والنتيجة واحدة، لذا نرى تغيب البعض عن الأعياد، لأسبابهم الخاصة، ولا يعد ذلك ضعفًا وانهزامًا فيجب على الشخص أن يعترف بوجود المشكلة ويعرف أنها متواجدة على أرض الواقع، من ثم محاولة وضع خطة للعيد كأن يعرف مدة مكوثه في المناسبة ويعمل على تحديد الساعات المناسبة له، بالإضافة إلى وضع الحدود الواضحة للذات والغير في حال تجاوزها، والحصول على قسط كافٍ من الراحة والغذاء الصحي، والأهم أن يستشعر الشخص حلاوة صلة الرحم وأهمية المناسبة الدينية وفرحة العيد وتمام الصيام وثبوت الأجر بإذن الله تعالى.

كل عام وأنتم بخير حقًا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد