: آخر تحديث

في الأماكن كلّها

7
5
5

الأرجح أنه لم يحدث أن ملأ اسم سياسي وسائل الإعلام في العالم، على مدى التاريخ، كما فعل دونالد ترمب في مثل هذه المدة الزمنية. مهما كانت طبيعة عملك أو اهتماماتك، فسوف يمر اسمه أمامك بين لحظة وأخرى؛ سواء أكنت في الصين، أم في أوروبا، أم في أميركا الوسطى... سواء عن الحرب في غزة، وبشأن ضرائب السيارات، وعن القضاء الأميركي، وعن جزيرة غرينلاند، وقناة بنما، وكندا، ووزارة التعليم الأميركية، وحراسة جو بايدن، وعلاقة الرئيس بامرأة، أو المكالمة التي استمرت ساعتين مع الرئيس الروسي، ومداعبة طفل إيلون ماسك في حديقة البيت الأبيض... ومقترحاً على أهل غزة مبادلتها بمشروع سياحي، ومُؤنِّباً رئيس أوكرانيا لمجيئه إلى البيت الأبيض بثياب غير لائقة، ومادحاً رئيس وزراء بريطانيا على أناقته في تحدث اللغة الإنجليزية، ومخاطباً رئيس فرنسا بلهجة هازئة، ومخاطباً رئيس وزراء كندا بلهجة متعالية، وإلغاء العفو الرئاسي عن نجل سلفه، والنجاة من رصاصة اغتيال غير طائشة إطلاقاً...

أياً كان الموضوع، فالرئيس الأميركي هناك. في 3 أشهر أثار 300 موضوع على الأقل... في جميع القضايا؛ من المناخ، إلى نقد الإعلام الأميركي، إلى صرف آلاف الموظفين توفيراً للهدر.

تضم لائحة المحتويات في مجلة «إيكونوميست» 16 قسماً؛ من الاقتصاد، إلى الحروب، إلى الآداب.... ترمب في كل واحد منها. لا يهدأ لحظة واحدة. وإذا أخطأ، فلا يوضح ولا يعتذر. لا شيء مهمّاً عنده إذا لم يكن يعنيه شخصياً. طاقة من الحيوية تكفي 20 رئيساً عادياً، و70 رئيساً في حيوية سلفه جو بايدن.

كم كان خطأ بايدن كبيراً عندما أصر على منازلة بين رجل لا ينام، ورجل بين قيلولتين. الحكمة تقضي ألَّا تقف في وجه هذا الرجل. هل تسمع باسم كامالا هاريس؟ هل تذكر كيف ملأت أميركا حضوراً ثم ملأتها غياباً؟ هل تذكر من أي جذور هي؟ إن الرئيس منهمك الآن في إبعاد أمثالها إلى ما وراء الحدود. لا أحد يجرؤ على مواجهة الرئيس. مساكين الذين حاولوا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد