: آخر تحديث

الاستماع الفعال

10
7
7

عثمان بن حمد أباالخيل

في المجالس خصوصا المجالس النسائية الجميع يتكلمن ويسمعن لكن الفهم في أغلب الأحيان مفقود، وهذا ما يسمى الاستماع السلبي. من يريد التجاوب مع المتحدث عليه أن يتحلى بالاستماع الفعال الإيجابي وهو القدرة على تحويل انتباهك إلى الإنسان الذي يتحاور معك ويحدثك. تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام، ومن حسن الاستماع إمهال المتكلم حتى ينقضي حديثه، وقلة التلفت إلى الجواب، والإقبال بالوجه والنظر إلى المتكلم، والوعي لما يقول (ابن المقفع). يغيب عن الكثير أن هناك أنواعا من فن الاستماع ومنها، الاستماع السطحي: وهو استماع غير مركز على الحوار أو الكلام والاستماع قصد الفهم وهو الاستماع الذي يبذل صاحبه جهدا لإدراك العلاقات ومعرفة أهدافها كذلك الاستماع التحليلي أي يستمع ليحلل كلام المتحدث ويرد عليها. كذلك هناك من لا يفرق بين الاستماع والإنصات، قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (204) سورة الأعراف. الاستماع: طلب السماع مع حضور العقل والقلب.

الإنصات: السكوت مع حسن الإصغاء مع ترك التحدث أو الاشتغال بشيء. دعوة صادقة من إنسان هذا هو هدفه وهو الاستماع الجيد الذي يعد مهارة مهمة جدا، توقف عن الإنصات وابدأ بالاستماع الفعال الذي يخاطب العقل والقلب. الاستماع مهارة رقيقة ومرنة، وهو ذو أهمية لكل إنسان تمكنه من استيعاب المواقف وسرعة التعامل معها، وإذا أردت إقناع أي إنسان فاستمع إليه جيدا قبل كل شيء جميل، وجميل جدا أن نطبق الأسلوب الصحيح في الاستماع الفعال والتي تتلخص في تركيز الانتباه الكامل على الإنسان الآخر وجها لوجه، والاهتمام بالتواصل بالعيون، مع الحرص على أن يكون على نفس المستوى، حسب الجلوس أو الوقوف أنها لغة الجسد في خدمة الاستماع الفعال. أتألم ويتألم معي الكثيرون حين تتحدث مع إنسان آخر وهو منشغل ولا يعيرك اهتمامًا وعديم التركيز والتفاعل صدقا ماذا نسمي هذا الإنسان؟ قال حكيم من الحكماء لابنه: (يا بني، تعلم حسن الاستماع كما تعلم حسن الكلام؛ فإن حسن الاستماع إمهالك المتكلم حتى يفضي إليك بحديثه، والإقبال بالوجه والنظر، وترك المشاركة في حديث أنت تعرفه).

من الطبيعي في الأوقات العادية كمحادثة صديق، أو قريب، أو زوجه، أو زوج في شؤون الحياة نستمع إلى محدثينا بشكل جيد وهادئ ونشعر وكأننا نحتاج إلى المزيد من الاستماع إلى كلامهم أليس هذا هو الصواب وعين العقل حين نستمع وعلينا أن نحترم الجميع بما يقولون وليس بالضرورة أن ننفذه. ما يحزنني غياب فن الاستماع بين الزوجين حين يتحدثون في أمور الحياة في الأغلب سبب مشكلاتهم عدم الاستماع الفعال ولوم كل منهما الآخر بعدم فهم قصده. دعوة من تجارب الحياة عودوا أولادكم وبناتكم حسن الاستماع فهو السبيل الوحيد لإقناع الطرف الآخر.

همسة

إذا أردت الإجابة الصحيحة استمع طويلا للمتحدث قبل أن تتكلم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد