سهوب بغدادي
في حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام". سُميت الحبة السوداء أو ما يعرف بحبة البركة بهذا الاسم؛ نظرًا لارتباطها بأكثر من معنى كالخير والنماء والصحة والعافية والشفاء، وقد عُرفت بفوائدها الصحية العديدة التي جعلتها توصف بأنها "مباركة" أو ذات تأثير شافٍ بحسب الوصفات الشعبية والموروث الطبي العتيق.
من هذا الموضع، فاجأني ذات يوم مدرب المنتخب السعودي للرماية بالوصف الفريد الذي أطلقه على صديقتي مها عياد العتيبي قائلًا: "مها حبة البركة في الميدان"، تريثت هنيهة كي أرد على ذلك التشبيه البليغ، ثم أدركت فعلًا أنّ ما جمعني بتلك الطيبة بدايةً نادي الكتاب قبل عامين ونصف، بعد ذلك استمرت في وصلها لي ولكن بشكل فريد، إذ خالف وصلها كل وصل وزادت عليه بالخير والنفع والتطوير، فتارةً تحثني على التطوع في مجال ما، وتشجعني على اختبار مجالات وتجارب جديدة تارةً أخرى، إنها نافعة أينما حلت وارتحلت، والأجمل أنها قررت لكلتينا هدفًا ثنائيًا دون سابق إنذار أو إبحار في التفكير، فها نحن اليوم في الاتحاد السعودي للرماية عقب اجتيازنا سويًا التحديات، لرفعة اسم هذا الوطن الحبيب للأعالي بإذن المولى، ولتعزيز مشاركة المرأة السعودية في المجال الرياضي.
إنّ بعض الأشياء وإن دقّ حجمها تبقى جليلة، هكذا أراها "حبة البركة" في حياتي، ذات تأثير إيجابي ممتد وطيب، بارك الله فيها وفي أمثالها.
هل لديكم حبة بركة في حياتكم؟