: آخر تحديث

تصفير التسوّل

6
5
4

عثمان بن حمد أباالخيل

التسوّل ظاهرة اجتماعية سلبية غير حضارية وخطيرة، المتسوّلون يلجؤون إلى مهنة التسوّل كأسهل وسيلة لجلب المال، هذه الظاهرة لها أخطار مجتمعية كالتحايل والنصب ولا يُعرف إلى أين تذهب الأموال التي يجنونها، هذه الظاهرة الدولية في مجتمعنا لم تصل إلى حد الظاهرة وذلك بفضل الله ثم بفضل القنوات الرسمية التي أقرتها الدولة، والمنصّات التي خصّصتها لجمع التبرعات والصدقات، وتوزيعها على المحتاجين في كافة أنحاء مملكتنا الغالية. يعرف التسوّل المتسوّل بأنه «كل من يستجدي للحصول على مال غيره دون مقابل أو بمقابل غير مقصود بذاته نقداً أو عيناً بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في الأماكن العامة أو في المحال الخاصة أو في وسائل التقنية والتواصل أو بأي وسيلة كانت. لم يعد للتسوّل موسم بعينه، وإن كان يظهر جلياً في شهر رمضان المبارك، إذ يستغل ضعاف النفوس حرص الجميع على التصدُّق في هذا الشهر، فيأخذون هذه الرغبة لصالحهم، ويبدون في تخطيط أساليبهم الحيلية باللجوء إلى العديد من الوسائل والطرق. غالبية السعوديين يتّصفون بطيبة القلب والتعاطف مع الضعفاء، والفئات الأكثر احتياجاً، ولا ضرر في ذلك شريطة أن يتم وفق القنوات الرسمية التي أقرَّتها الدولة، والمنصّات التي خصّصتها لجمع التبرعات والصدقات، وتوزيعها على المحتاجين. تهدف إدارة مكافحة التسوّل التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية إلى تحقيق أسس التوجيه والإصلاح السليمة للمتسوّلين السعوديين، حيث يوجه ذوو العاهات والعجزة إلى دور الرعاية الاجتماعية للاستفادة من خدماتها، ويحال المرضى إلى المستشفيات المتخصصة، حيث تقدم لهم الرعاية الصحية المناسبة دون مقابل، أما المحتاجون مادياً فتصرف لهم المساعدات المالية من الضمان الاجتماعي أو الجمعيات الخيرية. حسب الإحصاءات أن عدد المتسوّلين السعوديين يمثِّلون أقل من 10 % فقط بيمنا 90 % غير سعوديين. تقوم إدارة التسوّل باستضافة الأطفال المتسوّلين الأجانب ما دون سن الثامنة عشرة وإيداعهم بالمركز الإيوائي بفرعيه الرجالي والنسائي وتقديم أوجه الرعاية المتكاملة لهم لحين إنهاء أوضاعهم.

التسوّل مشكلة اجتماعية ويعالج نظام مكافحة التسوّل في مملكتنا الغالية هذه المشكلة بشكل مباشر. وكجزء من الالتزام بالأمن الاجتماعي ورفاهية المجتمع، يتم تطبيق قوانين وأنظمة محلية صارمة لحظر التسوّل. فهناك قنوات رسمية للزكاة والصدقة، وهي أفضل الطرق لمعرفة من هم المحتاجون الحقيقيون وإيصال المبالغ والتبرعات لهم، لذا يجب أن نكون عوناً للوطن بالوقوف مع كل قوانينه وأنظمته وسعي الجميع إلى تصفير التسوّل. عند إشارات المرور وأمام مداخل الأسواق التجارية وأبواب المساجد وأماكن أخرى تجد المتسوّل أو المتسوّلة على الجميع التعاون مع إدارة التسوّل والتواصل معها للمساهمة في حل هذه المشكلة. إن تعاطف البعض مع المتسوّلين، شجعهم على التمادي في سلوكهم السلبي والوقوف غير الحضاري في عدة أماكن. مع التقدم التكنلوجي ظهرت التسوّل الإلكتروني عبر الإنترنت، حيث يستغل البعض وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية لطلب المساعدة المالية، من خلال نشر قصص مؤثرة أو ادعاءات بحاجة ماسة للمال.

همسة

(التعاطف مع متسوِّلي الشوارع يشجعهم على الاستمرار فيا حبذا التعاطف معهم على طرق القنوات الرسمية للدولة).


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد