: آخر تحديث

حماس وإلقاء السلاح!

11
8
7

عبدالعزيز الفضلي

هناك مطالبات من الكيان الصهيوني - مدعومة أميركياً - بنزع سلاح المقاومة في غزة كشرط أساسي من أجل وقف إطلاق نار نهائي.

وهناك أطراف عربية ترى أهمية قبول هذا الشرط من أجل الحفاظ على أرواح الناس في غزة، وأن الضامن لحماية المدنيين هو وجود قوات أممية أشار له البيان الختامي للقمة العربية الأخيرة!

فهل ستُلقي حماس سلاحها، وتقبل بقوات أممية على أرضها؟

إن العقل والمنطق والتاريخ يقول إن هذا المطلب من الصعب - إن لم يكن من المستحيل - أن تقبل به المقاومة، فالعاقل من اتعظ بغيره.

في عام 1982م، طرح المبعوث الأميركي فيليب حبيب، مقترحاً لحماية المدنيين الفلسطينيين في لبنان، بأن تلقي منظمة التحرير سلاحها، و يتم توفير ممر آمن يخرج بعده المقاتلون إلى خارج لبنان، وأن تقوم قوات لحفظ السلام تابعة لمجلس الأمن بحماية المخيمات.

فخرج المقاتلون من لبنان، ثم حدثت اضطرابات اتخذها الكيان الصهيوني حجة للتدخل في لبنان، فطوقت القوات الصهيونية مخيمات صبرا وشاتيلا، ودكت المخيم بالطيران أولاً، ثم كان الدخول البري فارتكبت مجزرة بشعة خلال 3 أيام شارك فيها حزب الكتائب اللبناني المسيحي وجيش لبنان الجنوبي الذي أسسته إسرائيل.

وخلفت المجزرة آلاف الشهداء من الرجال والنساء والأطفال!

في الحرب البوسنية (1992 - 1995م) أعلنت الأمم المتحدة عام 1995 مدينة سربرنيتشا تحت حمايتها، وتم تكليف كتيبة هولندية بحمايتها. إلا أن هذه الكتيبة سلمت المدينة للصرب، والذين ارتكبوا فيها مجزرة راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف شهيد من الرجال بما فيهم كبار السن والأطفال!

في عام 1948، وَثَقَت المقاومة الفلسطينية بالجيوش العربية التي طلبت منها تسليم سلاحها - من باب توحيد السلاح - وستقوم هي بحمايتها، لكن الصدمة حدثت عندما هُزِمت الجيوش العربية وانسحبت، ولم يملك الفلسطينيون أي سلاح للمقاومة فاضطروا للهجرة خوفاً من المجازر التي كانت ترتكبها العصابات الصهيونية.

إن المنظمات الدولية لن تحفظ للفلسطينيين أرواحاً ولن تحمي لهم دماء ، بدليل تلك المجازر والإبادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الصهيوني خلال حرب غزة الأخيرة والتي أدت إلى ارتقاء أكثر من 50 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ وجرح أكثر من 100 ألف. لذلك، لن يحمي الفلسطينيين سوى سلاحهم، ومن يطلب منهم التخلي عنه فكأنما يحكم عليهم بأن يُنْحروا من الوريد إلى الوريد.

X : @abdulaziz2002


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.