عماد الدين أديب
في الرياض خطت كل من موسكو وواشنطن، أول من أمس، الخطوة الأولى نحو تغير استراتيجي في طبيعة العلاقة بين أحد أهم أقطاب العالم، بعد 4 سنوات من التوتر الحاد، وشبه القطيعة الكاملة، وعقوبات الحد الأقصى.
في لقاء الوفدين الأمريكي والروسي في الرياض برعاية وترتيب سعودي، اتفق وزيرا خارجية البلدين على عدة إجراءات إيجابية لعودة العلاقات الطبيعية، وتخفيف حدة التوتر بين البلدين.
أولى هذه الخطوات هي الاتفاق على عودة العلاقات الدبلوماسية للعمل في البلدين بشكل طبيعي.
واعتبر وزيرا الخارجية بأن هذا اللقاء هو الخطوة الأولى الصحيحة نحو التوصل إلى إيقاف إطلاق نار في الحرب الروسية الأوكرانية، تمهيداً للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع الروسي - الأوكراني.
أكثر الأطراف سعادة بهذه الخطوة هو الجانب الروسي، لأنها بداية مشجعة لخروج موسكو من عزلتها السياسية، تمهيداً لرفع عقوبات الحد الأقصى التجارية المفروضة عليها.
أكثر الأطراف قلقاً من هذا الاجتماع هو الطرف الأوكراني، الذي لم يُدْعَ لحضور الاجتماع، وقيل إنه لم تتم استشارته في أجندة وبنود هذا الاجتماع.
ويخشى الطرف الأوكراني من تصريحات ترامب القاسية، التي كررها مراراً وتكراراً أنه يتعين على «كييف» أن تستعد للتنازل عن أراضٍ فقدتها في تلك الحرب، بل إنه ذهب إلى القول «إنهم في حالة رفضهم ذلك يصبحون تابعين لروسيا».
أكثر المتوجسين من هذا التفاهم الروسي - الأمريكي هو دول الاتحاد الأوروبي، التي تخشى أن يكون الاتفاق بعيداً من المصالح الأوروبية، ولن يعيد تأهيل موسكو للعب دورها الدولي، واستعادة مصالحها التجارية.
تخشى أوروبا أن يخلو أي اتفاق من تأمين الهواجس الأمنية الأوروبية من أي تهديد أو تمدد أمني عسكري للجيش الروسي في الدول الجارة لروسيا، والتي تعتبر عضواً في حلف الأطلنطي، ما يشكل، حسب اتفاقية الحلف، تهديداً لكل الأعضاء جميعهم، ويستوجب عليهم الردع والدفاع.
ما حدث في الرياض، أول من أمس، تحول دراماتيكي استراتيجي سيتم البناء عليه.