: آخر تحديث

النخوة الإماراتية

3
3
3

عبدالعزيز سلطان المعمري

تحفظ الذاكرة الإماراتية يوم السابع عشر من يناير جيداً، لأن له مكانة وارتباطاً وثيقاً بالذاكرة الجمعية لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة، فمنذ ثلاث سنوات أي في العام 2022 قامت جماعة الحوثي الإرهابية بتنفيذ عملية عدوانية خسيسة عبر قيامها بمهاجمة مواقع مدنية في أبوظبي عن طريق طائرات مسيرة.

هذه العملية تبين لنا أنه من الطبيعي لمن يتبنى أفكاراً متطرفة ويتبع أجندات خارجية الاعتداء على الآخرين، كيف لا يعتدي وهو من اعتدى وخان وطنه واعتدى وقتل أبناء جلدته.

كان لجماعة الحوثي أهداف من وراء قيامهم بعملهم الدنيء، من أهمها محاولة ضرب النموذج الإماراتي لإحداث ربكة وفوضى تؤدي لهروب رؤوس الأموال والمقيمين من الجنسيات العربية والأجنبية الذين اختاروا دولة الإمارات للعمل، والعيش في دولة قيمها قائمة على حب الخير والتسامح والتعايش بين الجميع بمحبة واحترام.

إلا أن النتيجة كانت صادمة للحوثي ومن يدعمه، فقد منيت محاولاتهم بفشل ذريع، لأنهم لا يستوعبون قوة الترابط والمحبة التي تجمع القيادة الإماراتية وشعبها، والتي تزداد قوتها مع كل تحدٍ، ولا يعرفون أن الإماراتي يسمع ويطيع قيادته ولا يتبع أجندة خارجية ولا يسمع لأصوات خارجية ولا يتبنى أفكاراً وأيديولوجيات منحرفة، والذي لا يعرفه الحوثي وغيره من الميليشيات التي اعتادت وتربت على أن تكون خائنة لأوطانها تابعة لأجندات خارجية أن حب الوطن عظيم وتلاحم المجتمع مع القيادة لا يعرفه الخونة.

لقد استطاعت دولة الإمارات بحكمة قيادتها ووفاء شعبها التعامل مع الحدث والخروج منه أكثر قوة وأكثر صرامة لمواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة ومواجهة الفكر المنحرف وكل من يتبناه.

توالت الإدانات الدولية ضد العملية الحوثية الإرهابية في حينها، وهذا طبيعي لدى الدول الطبيعية أن ترفض وتدين العمليات الإرهابية على عكس تلك الدول الراعية له الساعية إلى نشره لقتل الناس وتدمير الدول ونشر الفوضى والدمار والفساد، من جهتي لا تهمني الإدانات الدولية بقدر ما تبين لي نوعية الدول والحكومات، وتوضح لي من يقف مع الحق والسلام، وتفرز «الطيب من الخبيث».

القيادة الإماراتية قادرة على التعامل مع كل ما يهدد أمن واستقرار الوطن والشعب ولديها من الخبرة والحكمة والرؤية ما يغنيها عن الاستعانة بالآخرين، إلا أن السؤال المهم والضروري لما لا توجد رغبة دولية حقيقية للتخلص من الإرهاب الحوثي؟ الذي دمر اليمن وشعبها أولاً، ومن ثم هدد وأضر بالملاحة والممرات الدولية، وقام بعمليات إرهابية على الدول وهدد أمن وسلامة وحياة الناس.

استهداف دولة الإمارات سواء من قبل جماعة الحوثي أم ما يتم يومياً من استهدافها عبر الحملات الإعلامية الواضحة بقوة خصوصاً في منصات التواصل الاجتماعي هدفها الإساءة إلى النموذج الأنجح عالمياً في التسامح والتعايش، والإساءة إلى نموذج الدولة الواضحة والصريحة في مواجهة ومحاربة الفكر الإرهابي أينما كان.

شر البلية ما يضحك، فمن المضحك أن نرى حملات إعلامية ضد دولة الإمارات كلما بادرت في تقديم مساعدات إنسانية أو إطلاق مشاريع حيوية تخدم الإنسان، هذه الحملات لن تؤثر على أصحاب العقول السليمة الواعية ولن يتأثر بها إلا جاهل أو حاقد أو مؤدلج، ومن الجيد أن نقول لهم ونعلمهم إن المساعدات الإنسانية والمبادرات والمشاريع الإماراتية التي تخدم الإنسان لن تتوقف أبداً ولن تؤثر عليها حملاتكم.

من أهم الدروس المستفادة من العملية الإرهابية الجبانة التي قام بها الحوثي، هو معرفة ميليشيا الحوثي بل العالم أجمع أن الإماراتي صاحب «نخوة» لن يرضى بالاعتداء عليه، لذا جاء الرد الإماراتي على الحوثي سريعاً وقوياً ومؤلماً وصارماً، والإماراتي صاحب نخوة لا يخون وطنه ولا ولاة أمره «وما خاب من يعتزي به».

سيبقى هذا اليوم «17 يناير» في الذاكرة الإماراتية حتى تعلم الأجيال القادمة كيف واجهت دولة الإمارات الإرهاب ومن خلفه؟ وكيف واجهت المخاطر والتحديات؟ وكيف صنعت نموذجها الفريد في التسامح والتعايش؟ وكيف صنعت هذا النموذج وسط بيئة إقليمية تعج بالفوضى والدمار والإرهاب والحروب والعنصرية؟

نصيحة لكل إماراتي ومقيم على أرضها بل نصيحة لكل محب لوطنه، احرص على تعزيز حب الوطن في أبنائك وازرع فيهم الولاء والانتماء لوطنهم، وعلمهم أن طاعة ولاة الأمر من حب الوطن بل هي واجب شرعي ووطني، وساهم في بناء جيل ومجتمع واعٍ قادر على مواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه وطنه وفكره.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد