فيصل الشامسي
عبر الأزمان تبنى الأوطان بسواعد وعقول المخلصين الصادقين، الذي يحملون هم الوطن، ويسعون إلى استقراره، وترسيخ أمنه وأمانه، والمحافظة على أركانه ووحده صفه، وصون مقدراته ومكتسباته، ليبقى شامخاً برايته، محققاً لتطلعاته، إنموذجاً ملهماً لغيره في إنجازاته، وجميع من في الوطن مسؤول عن بناءه والمحافظة عليه كلٌ في مجاله يسعى ويبذل.
يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله : نحن كلنا شركاء في هذا الوطن ، في همومه في سعادته في تقدمه في أمنه “.
ومن هنا يجب علينا أن نعرف أدوارنا جيداً، وماذا يريد منا الوطن حتى نكون مساهمين في ازدهاره وتطوره، وصونه من كل ما يكدر صفوة، وأأكد ما يجب أن نعتني به أن نمارس المواطنة الإيجابية ونطبقها في واقعنا، وهي ممارسة سلوكيات واجبة على كافة أطياف المجتمع من أجل أن يبقى علم الدولة عالياً خفاقا في سماء العز، ورمزاً لقوة الاتحاد، ومعياراً للثوابت الوطنية.
من مقتضيات بناء الوطن وضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، وتقديمها على المصالح الشخصية الضيقة وغيرها.. قال والدنا المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «إن مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار، ويجب أن تسبق في الأولوية والاهتمام والغاية أية مصلحة أخرى، وذلك مواصلة للمسيرة الاتحادية للدولة، وتحقيقاً للمزيد من الإنجازات والخدمات، في سبيل توطيد أركان دولة الاتحاد، وتحقيق رفاهية المجتمع وتقدمه».
من مقتضيات بناء الوطن أن يكون الجميع حريص على وحده صفه وكلمته، مبتعدين عن أسباب الشقاق والصراع، وكل ما يسبب التفرقه، حتى يصبح النسيج الاجتماعي أكثر ترابط وألفة، وتماسك ومحبة، بهذا تحفظ الأوطان، ويصان الإنسان.
ومن مقتضيات بناء الوطن تستلزم من الموظف الأخلاص والتفاني في وظيفته، وتطبيق معايير النزاهة والشفافية في تعاملاته، مبتعداً عن الشبهات والاستغلال الوظيفي، وتتطلب من الأسرة أن تربي الأبناء تربية صالحة، حتى يكونوا أفراداً صالحين في مجتمعهم، نافعين لوطنهم، وتتطلب من المعلم أن يسعى ببث العلم في طلابه وتزويدهم بالمهارات والمعارف وغرس السلوكيات والقيم الطيبة.
ومن مقتضيات بناء الوطن التي تقع على عاتق الفرد أن يستشعر مسؤوليته تجاه وطنه من خلال محافظته على نفسه، من كل ما يضره سواءً كان مادياً أم معنوياً، وكذلك أن يحافظ على صحته ووقته وجهده وطاقته، وأن يوجهها في الخير وخدمة وطنه، وأن يحافظ على عقله من أن يتشرب الأفكار المسمومة، فإنها أشد فتكاً من كل الأضرار، وأن يكون معول بناء لا هدم، وأن يكون شريكاً في المحافظة على أمن وطنه، وأن يسخر إمكاناته التي يملكها في خدمته، فالعالم بعلمه، والكاتب بقلمه، والغني بماله، وهكذا.
وكذلك من واجب كل فرد أن يغرس حب الوطن والانتماء له والاعتزاز به وبتاريخه والمحافظة على ثرواته ومكتسباته وقيمه وثوابته في محيطه، وأن يعمل بإخلاص وبجد واجتهاد من أجل رفعته وازدهاره واستقراره.
وهناك رسالة جميلة للشباب من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة،حفظه الله :
نريد أن نرسل رسالة إيجابية إلى العالم عن سمعة الإمارات وعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا ومعانينا ، وأيضاً نرسل رسالة تمثل ديننا ، شرف لنا أن نقولها .. ونستطيع أن نتقدم بشيئين : بالعلم والكوادر الوطنية المميزة .
فالوطن بحاجة إلى المواطن الصالح الذي يعرف قيمته، ويسهم في علو مكانته بين الأوطان، ويسعى في بنائه وازدهاره، ويسخر إمكاناته لخدمته، ودفع الضرر عنه، والمحافظة على أمنه واستقراره وسمعته الطيبة، والمواطنة الصالحة انتماء وموالاة تنعكس في سمات التضحية وتترجمها إلى معاني الوفاء والإخلاص.